زنيت بها ووعدتها بالزواج، هل اذا تركتها و لم أتزوجها حرام علي؟.. وجدت أن أهلها غير ملتزمين بالدين

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب تعرفت على بنت معي في الجامعة، واستدرجتها إلى شقتي لكن لم أجامعها لأنها رفضت وكانت خائفة، وبعدها ذهبت إلى بيتها، بعد أن ذهبت ندمت ندماً كبيراً على فعلتي وبعدها تبت إلى الله وقررت أن أتزوج هذه البنت، وكلمت أمي وأبي ورفضا ذلك لأنها ليست من بلدهم، وبعدها سألت أهل الدين هل يجوز أن أتزوجها من غير رضاء والدي فقالوا لي: يجوز!! فتقدمت إلى خطبتها من أهلها بدون موافقة والدي وبدون علمهم، وأثناء فترة الخطوبة أيضاً رجعت استدرجتها إلى شقتي لكن هذه المرة أغويتها وفتنتها وجامعتها بحجة الحب والوعد بالزواج، وبعدها تعقدت أمور خطبتنا وقررت أن أتركها لكن قالت لي: أنت نسيت ماذا فعلت بي ومرة أخرى قالت لي: أنت سلبت شرفي!! وأنا الآن أريد أن أتركها لأن عدم موافقة أهلي رأيتها ماحقة للبركة، وأخاف على والديَّ إذا سمعا خبر زواجي أن تحصل لهم جلطة في القلب أو الدماغ، وأيضاً الذي جعلني أفكر بتركها لأني وجدت أن أهلها غير ملتزمين بالدين هم يصلون ويصومون لكن كثيراً من أشياء الدين يتهاونون بها وأيضاً العائلة مشتتة متفرقة
فأرجوكم أفيدوني فأنا في هم وحزن وضيق في أمري وأنا تبت إلى الله من الزنا وهي أيضاً تابت..
وسؤالي: هل اذا تركتها و لم أتزوجها حرام علي؟ وهل يجوز الزواج منها؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فقد أتيت منكراً عظيماً ووقعت في إثم عظيم حين أبحت لنفسك المرة بعد الأخرى أن تستدرج تلك الفتاة لتفعل بها الفاحشة وأنت تعلم أن هذا من كبائر الذنوب؛ فلا ذنب أعظم – بعد الشرك بالله وقتل النفس – من مواقعة امرأة لا تحل لك، وهو فعل لا ترضاه لأختك ولا لقريبتك لكنك حرصت عليه مع تلك الفتاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وزواجك بتلك الفتاة جائز لأن التوبة قد حصلت منكما، ولأن الحرام لا يمنع الحلال؛ فزناك معها حرام وزواجك بها حلال، وإن الله تعالى لا يمحو الخبيث بالخبيث ولكن يمحو الخبيث بالطيب؛ وأما تلك المبررات التي تسوقها من أجل أن تسوغ لنفسك إسلامها إلى مصيرها المحتوم كقولك: أهلها غير ملتزمين!! فأين التزامك أنت حين فعلت ما فعلت؟ وما ذنبها هي إن كان أهلها غير ملتزمين؟ وما هي معايير الالتزام عندك؟ وهل إذا طبقت على أهلك سيكون حكمك كذلك؟ وقولك: غضب الوالدين ماحق للبركة!! ألم تكن تعلم ذلك حين تقدمت لأهلها خاطباً إياها ومن ثم استدرجتها إلى شقتك بعد أن اطمأنت إليك وخدعتها بمعسول كلامك؟ وقولك: تخاف على والديك من الجلطة!! أقول: هذا مجرد احتمال فلربما يغضبان حيناً ثم يرضيان، ثم لم لا تخاف على تلك البنت من العار والفضيحة وأن يعرضها ذلك لمقت أهلها وضياع مستقبلها وذهاب عفتها؟ وسل نفسك: أترضى ذلك لأختك أو قريبتك؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم لأبي هريرة رضي الله عنه “كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وارض للناس ما ترضاه لنفسك تكن مؤمنا” فالله الله في عرض تلك الفتاة، واعلم أن الجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا، والله ولي التوفيق.

الشيخ د.عبد الحي يوسف
المشكاة

Exit mobile version