يلزمنا (انقلاب)!!

*نعم؛ نحن بحاجة إلى انقلاب سريع..

*انقلاب بأعجل ما يمكن ؛ اليوم قبل الغد..

*انقلاب جذري لا يعيد إنتاج الأزمة ، ولا يراوح مكانه ، ولا يكتفي بالشعارات..

*انقلاب هو الأهم في تاريخنا منذ نيلنا استقلالنا..

*منذ أن عرفت بلادنا (موضة) الانقلابات فأدمنتها بأكثر من أي بلد آخر..

*منذ أن صار (البيان الأول) جزءاً من ثقافتنا السياسية..

*فالانقلاب الذي نعنيه (ينقلب) حتى على مثل هذه الانقلابات العسكرية..

*انقلاب يرج ذواتنا السودانية فيُخرج منها زبدها..

*وتحديداً في زماننا هذا نحن أحوج إلى هذا الانقلاب أكثر من أي زمن مضى..

*فقد كثر بيننا التغرب والاستلاب والشعور بالدونية..

*صرنا نُكثر من (استلاف) ألسنة الغير- من العرب- حتى كدنا ننكر لساننا؛ وينكرنا..

*وانتشرت عندنا تقليعات الشعر واللبس والعادات والأفراح..

*فزفة أعراسنا مصرية، وقصات شعورنا (برشلونية)، وبعض أزيائنا خليجية..

*وتفشت فينا جرثومة الغش والرشى والخداع والاحتيال..

*فهوت خدمتنا المدنية، وتضخمت تقارير مراجعنا العام، وانكمش ضميرنا السوداني..

*وسرت بدواخلنا عدوى (ما يشبه) النفاق باسم الدين..

*فانداحت ظاهرة المسابح، واللحى ، والتكبير ، ورفع مكبرات الصوت في المساجد..

*وأعني رفع الصوت بالوعظ والتلاوة ؛ وحتى الصلاة..

*علماً بأن السعودية – ودولاً إسلامية أخرى- لا يُسمع من مساجدها إلا الأذان..

*وحكمة المنع – وفقاً لفتاوى رسمية- قفل باب (الرياء)..

*وأضافت وزارة الشؤون الدينية السعودية إلى ذلك سبباً آخر..

*وهو تسبيب (الأذى) لمجاوري المسجد من المرضى والرضع والمسنين..

*والخلاصة أننا فقدنا ملامحنا السودانية وأصبحنا مسوخاً..

*أمسى غناؤنا مسخاً، وشاشاتنا مسخاً، وأزياؤنا مسخاً ، ومناسباتنا مسخاً..

*بل حتى (تديننا) نفسه كدنا أن نصيره مسخاً..

*أما الظاهرة الأغرب- هذه الأيام- فهي عشق إقامة احتفالات لأي (حاجة)..

*سواء لسبب (تافه) ، أو من غير سبب (خالص)..

*فإن تخرج طفل في الروضة فعلنا له ما يُفعل- أو ما لا يُفعل- لعريس ليلة زفافه..

*وإن طبع شاعر ديواناً- أي كلام- أقام له حفل (تدشين)..

*وإن اُختير شخص وزيراً نصب السرادقات ، وذبح الذبائح، ورقص مع الراقصين..

*وإن بنت ولاية مدرسة هب واليها للمشاركة في حفل افتتاحها..

*وإن تطلقت سيدة مجتمع – وهذه جديدة (لنج)- دعت صاحباتها إلى (تورتة الطلاق)..

*وتتوالى الظواهر التي تبعدنا عن ملمحنا وأصلنا وهويتنا..

*ويتوالى انجذابنا إلى كل ما (لا يشبهنا)- من الخارج- بدافع من الإحساس بالنقص..

*وتتوالى مطالبتنا بضرورة انقلاب يُزيل عنا (رواسبنا)..

*ويُعيدنا إلى (أيام صفانا !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version