مصر يا (عدو) بلادي !

بلغت مصر أسفل سافلين .. ليس فقط بانحطاط وانهيار نظامها الحاكم الآن والذي يهوي بها بسرعة البرق نحو قاع ربما لم تبلغه في تاريخها الطويل إنما بكيدها للسودان ولشعبه إذ أنه مهما بلغ التوتر في العلاقات في سالف الأيام فإنه لم ينحدر لهذا الدرك من الكيد والتآمر والفجور في الخصومة.

ما كنت لأصدق تقرير الصحيفة الإسرائيلية (يديعوت أحرينوت) حول زيارة الرئيس الإنقلابي المصري عبدالفتاح السيسي الأخيرة لأمريكا ومقابلته للرئيس الأمريكي ترمب للحيلولة دون رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان أهم بنودها لولا ما انكشف قبل ذلك عن موقف مصر المؤازر لتجديد عقوبات مجلس الأمن على السودان حول دارفور .

الصحيفة الإسرائيلية كشفت أن وليد فارس الأمريكي ذا الأصول اللبنانية ومستشار ترمب إبان حملته الانتخابية والمعروف بعدائه للإسلام والمسلمين قد طمأن ناشطين دارفوريين معادين للسودان بأن قضية دارفور والسودان كانت حاضرة في لقاء السيسي وترمب وفي كل لقاءات السيسي مع أعضاء الكونجرس أو متنفذي اللوبي الصهيوني في أمريكا، وقال عيسى تجاني المنتمي لحركة الرويبضة عبدالواحد محمد نور إن وليد فارس أفادهم بأنه قد أجرى لقاءات عديدة مع نافذين في البيت الأبيض لتهيئة الرئيس ترمب لما سينقله إليه السيسي عن خطورة السودان إذا لم يكبح جماحه بالعقوبات، وقال فارس لأولئك الناشطين إنه يفعل ذلك وفاء بعهوده التي قطعها لهم إبان حملة ترمب الانتخابية وتقديراً لجهودهم وسط السودانيين والجاليات المسلمة والأفريقية لحشد الأصوات الداعمة لترمب خلال الانتخابات، وقال ذلك الناشط الدارفوري إن فارس حصل على تأكيدات من اللوبي الإسرائيلي أنه سيواصل الضغط على البيض الأبيض حتى لا يرفع العقوبات عن السودان في يوليو القادم، وقال إن ما يطمئنه هو التنسيق الوثيق بين السفارة المصرية بواشنطن واللوبي الإسرائيلي لضمان عدم رفع إدارة ترمب العقوبات عن السودان إذ عقد السفير المصري لقاءات عديدة مع أعضاء هذا اللوبي ومع أعضاء في الكونجرس لهذا الغرض.

واصلت الصحيفة الإسرائيلية كشف التواطؤ المصري حيث أضافت أن فارس أكد لموقع THE HILL المختص بشؤون الكونجرس في تصريح نشره الموقع في 13 يناير الماضي أن ترمب لن يرفع العقوبات عن السودان وأن ذلك غير مقبول ربما للتأكيدات التي حصل عليها جراء جهوده وجهود الدبلوماسية المصرية في واشنطن والتي تُوجت بزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري في فبراير الماضي والذي ركز في لقاءاته مع الأطراف الأمريكية المختلفة على أهمية عدم رفع العقوبات عن السودان.

هل فهمتم قرائي الكرام مصابنا الجلل بقيام انقلاب السيسي الذي لم يتضرر منه شعب وبلد كما تضرر السودان وشعبه ؟

وبالرغم من ذلك يعلن عن زيارة وشيكة يقوم بها ذات الوزير المصري المتآمر شكري بدون أن يشعر بذرة من الخجل تماما كما فعلها رئيسه السيسي عندما زار السودان في أكتوبر الماضي . بربكم أي خبث وأي دهاء وأي كيد ذلك الذي يضمره هؤلاء الحاقدون الذين تجد الواحد منهم يحتضنك بابتسامة عريضة بينما يده المحيطة بك تمسك بخنجر مسموم موجه نحو ظهرك؟.

انتهت معركة مصر الأولى بتجديد قرار مجلس الأمن حول دارفور ولا تزال معركتها الأخرى لمنع الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية عن السودان على أشدها.

ماذا ترانا سنفعل لكسب هذه المعركة الحامية الوطيس التي تتولى الدبلوماسية المصرية فيها كِبر المؤامرة مستعينة بلوبيهات متعددة على رأسها بعض المحافظين الجدد والناشطين الآخرين بمختلف تنظيماتهم بقيادة جون برندر قاست وماكقفرن واريك ريفز وكذلك مجموعات الحاقدين في (تحالف إنقاذ دارفور) الذين لطالما كادوا للسودان ربما بأكثر مما كادت الحركات الدارفورية المسلحة التي ظلت تشن الحرب على بلادها وشعبها منذ عام 2003؟

لم يتوقف الكيد المصري في أية لحظة فقد قال فارس -حسب الصحيفة الإسرائيلية – لوفد المعارضة السودانية – وفيها جماعات دارفور – والذي التقاه مؤخراً مطمئناً لهم أنه سلم بعض المسؤولين في البيت الأبيض تقريراً خطيراً سلمه له السفير المصري يتحدث عن رعاية السودان للإرهاب في ليبيا ونيجيريا والصومال، وعن مخاوف المصريين من دعم السودان لتنظيم داعش في سيناء، وأنه حين تحدث السيسي مع الرئيس ترمب عن خطورة رفع العقوبات عن السودان وجده مزوداً بمعلومات كافية عن (النظام العدواني في الخرطوم) على حد تعبير فارس.

أضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها أن المصريين ظلوا يمارسون سياسة (الكبح الإستراتيجي) ضد السودان لعشرات السنين وظلوا يضيقون عليه الخناق منذ الاستقلال حتى لا يخرج عن طوعهم خوفاً من تطوره ومن تحقيق معدلات نمو تستهلك كميات إضافية من مياه النيل الذي يعتبرونه نهرهم ونجح المصريون في تحقيق مبدأ أن (الجار عدو استراتيجي) (Potential enemy) فيما يتعلق بالسودان تحديداً ومنذ استقلاله وأعاقوا كثيراً من مشروعاته ونشطوا في تنفير المستثمرين منه ولم يقتصر نشاط المصريين على أمريكا وأوروبا وأنما امتد إلى أفريقيا.

غداً بإذن الله أقدم رؤيتي للتعامل مع مصر السيسي.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة

Exit mobile version