الكاردينال يشتمونه (علناً) ويريدونه أن يحسن (سراً)

(1) > أتمنى ألا يكون الهجوم والانتقادات التي يتعرض لها رئيس نادي الهلال أشرف الكاردينال بسبب (صوره) التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يزور دار المسنات ويتبرع لهن, يدخل تحت نظرة (هلال مريخ) الضيّقة، وما يحدث من (خير) في الهلال هو عند أهل المريخ (شر) والعكس.

> وأتمنى كذلك ألا تكون تلك الانتقادات والكاردينال يظهر في بعض الصور وهو يزور دار المسنات ويتبرع لهن بتكلفة الزيارة للحرم الشريف والمسجد النبوي , أمراً ينطوي تحت الهجوم و(الشتائم) التي يتعرض لها الكاردينال من صحافة المريخ هذه الأيام.
> لا أعتقد أننا بلغنا مرحلة من (الشفافية) ، نترك فيها كل مواضع الخلل والفساد في البلاد , ونتجه نحو من يعمل خيراً بحجة أنه فعل ذلك في (العلن).
> هذا أمر لا يشكل (خطرًا) على السودان ولا ينقص من قدره شيئاً، باعتبار أن (الصدقة) فيها السر والعلن ، كما الصلاة فيها الجهر والسر… وإن فضّلت وقدمت الصدقة التي تكون في (السر) بمراحل بعيدة عن صدقة (الجهر) ، لكن في النهاية يبقى ما بين الرب وعبده أمر لا يعلم به إلّا رب العباد وحده.
(2)
> الذي يدعم إعلان تبرع الكاردينال ونشر صوره وهو يزور دار المسنات, في ظني منصبه الذي يشغله وهو رئيسا للهلال, فهو بذلك يقدم (الرسالة) التي ننشدها من الرياضة عندما تكون للدعم والمساندة والتواصل مع قطاعات المجتمع المختلفة.
> هذا هو الهدف.
> الكاردينال يمثل (الهلال) في زياراته تلك وتبرعاته التي يقدمها , وقد شهدنا له حضوراً في أكثر من مرفق وهو يتبرع لمستشفى السرطان ومستشفيات غسيل الكلى والكثير من المؤسسات التي وصل لها في نيالا وبورتسودان وعطبرة.
> فقد كان التكريم له لأنه (رئيس) للهلال وكان التبرع (شخصياً) منه.
> ولا أحسب أن الهلال أو من يمثله, عليه أن يقوم بأعماله الخيرية (سراً).
> أحسب أن صور رئيس الهلال وهو يحتضن إحدى المسنات وهي في سن ومكانة (الأم) فيها رسالة كبيرة ، أعظم من تلك الصور التي كنا نشهدها لصلاح إدريس وجمال الوالي وهما يتبرعان لأهل الفن ويتصوران معهم وتنشر أخبار تبرعاتهما وهما برفقة شاعر أو فنانة في أزمة مالية أو صحية, في الإذاعات ويقدم دعمهما في الفضائيات.
> ويكتب عنه بعد ذلك كتّاب الأعمدة والرأي.
> هؤلاء المسنات اللائي أهملن من أبنائهن وأبعدن من حضن الأسرة إلى دار العجزة والمسنين, في حاجة لتوصيل رسالة عنهن أن هناك من يحتضنهن ومن يتبرع لهن.
> نحتاج أن نعرف أن المجتمع ما زال بخير وإن كان ذلك بالصورة ، في ظل الأخبار والصور الكارثية التي نقرأها ونشاهدها فتهدم الكثير من القيم والمبادئ والمثل.
> الصحف تقدم لنا في كل يوم اغتصاب طفلة لم تكمل العامين, واعتداء ابن على والدته ..فلماذا الاعتراض على نشر صور التبرع والرعاية والتواصل الاجتماعي.
(3)
> الكاردينال نشرت صوره موضع الانتقاد هذا في (مواقع التواصل الاجتماعي) ووجدت بعض الانتقادات اللاذعة والرافضة للصور، وذلك يعني أن الكاردينال وجد (رفضاً) على هذه الصور في المواقع التي ظهرت فيها الصور.
> لكن أن ينتقل الهجوم على ذلك الأمر في الصحف والمنابر الرسمية كما جاء في عمود الزميلة سهير عبدالرحيم في صحيفة (السوداني) أمس، يبقي على فعل الخير (إرهابا) أو تحديد إما تبرعوا سراً أو الويل لكم إن كان ذلك في العلن. وكأن الأصل في الأمر (الصور) وليس (العمل) الكبير الذي قام به الكاردينال وهو يزور دار المسنات ويتبرع لهن.
> الزميلة سهير عبدالرحيم ذكرت في عمودها أمس, تبرع أحد الأثرياء ببيت مساحته 400 متر لإحدى السيدات المحتاجات دون أن ينشر المتبرع صوره أو يعلن اسمه بعد أن طلب ذلك – وهذا أمر جميل لا خلاف عليه، ولكن ذلك ليس قاعدة لأمر أجازه المولى عز وجل.
> الشيء الذي لا تعرفه سهير عبدالرحيم أن رئيس نادي الهلال الكاردينال له مثل هذه الأعمال التي يقوم بها في (السر) ، دون حتى أن يكون ذلك في حضور مجموعة ، أو أن يكون ذلك بطلب منه أن يبقى سراً.
> بعض الأعمال الخيرية تفعل في (العلن) ولذلك هدف – ليس هو المن والأذى .. وبعضها يقدم في السر.
> والله أعلم.
(4)
> من ثم نقول ..إن الكاردينال وبحكم منصبه وهو رئيس لأكبر حزب في السودان, يشتم وينتقد ويهاجم في الصحف يومياً وفي (العلن) ، ويصل حد الشتائم لأسرته وتبلغ (أسرار) حياته الشخصية… لماذا نريد أن يفعل ذلك في (العلن) ، ويسكت عليه ، بينما نطالب من نفس الشخص إذا أحسن أن يكون ذلك في (السر).
> وإلّا فهو المن والأذى.
> في خطوة الكاردينال تلك نتمنى أن يكون هناك تنافس بين الأثرياء على فعل الخير ، ونسأل أن يتحرك جمال الوالي وهو رئيس للمريخ للتبرع بنفس الطريقة لدار المسنات بصورها وتغطية قناة النيل الأزرق لها ، بدلاً من أن يقصر جمال الوالي تنافسه مع الكاردينال في (بكري المدينة) و (يوسف أبوستة) و (أحمد التش) لاعب الخرطوم الوطني.
(5)
> هذا العمود لا علاقة له بنتائج مباراتي الهلال والمريخ أمس مع حي العرب وتريعة البجا – لأننا فقط نكتب قبل المباراتين!!.

محمد عبدالماجد
الانتباهة

Exit mobile version