*ولا نعني العجز عن (الحراك السياسي)..
*فهذه قضية أشبعناها صراخاً وصياحاً ونباحاً (تحت الراكوبة)..
*ولا نعني العجز عن مقاومة أمراض العصر..
*فوزارة الصحة تحدثنا كل يوم عن تزايد حالات بعينها بين الشباب..
*حالات القلب والكلى والسكري و(النفسيات)..
*ثم لا تحدثنا – يوماً واحداً- عن الأسباب والحلول..
*ولا نعني العجز عن مواجهة غزو (سخافات) الثقافة الخارجية لبلادنا..
*فهذه مسألة أصاب الملل نفسه (الملل) من كثرة ذكرنا لها..
*وإنما نعني ضرباً من العجز قد يكون أشد وقعاً..
*وذلك من حيث آثاره على صاحبه وأهله ومجتمعه و(المستقبل)..
*ولنبدأ الحكاية بتسلسل زمني يخص هذه الزاوية..
*أو يخص صاحبها من حيث تجاربه الشخصية معها..
*فقبل نحو عشر سنوات أطار النوم من أعين بعض أهل الحي صراخ فتاة تستغيث..
*كانت عروساً، حنتها (تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد)..
*والذي استغاثت منه هو عريسها الذي اعتدى عليها لمعايرته- حسب قوله- بعجزه..
*وأقسمت هي أنها كانت (تساعده)، لا تعايره..
*وبعد تلك الحادثة بعامين جلست في مناسبة عزاء تخص الصديق الفاتح شمت..
*وأثار أحد أقربائه- من كبار الصيادلة- موضوعاً غريباً..
*قال إن أغلب الذين يقصدون صيدليته لشراء المقويات الجنسية هم من الشباب..
*وأشار إلى أن أعمارهم تتفاوت ما بين العشرين والأربعين..
*ووجم الحاضرون جميعاً من الذين هم فوق الخمسين..
*أما الذين هم دون ذلك فمنهم من ضحك، ومنهم من اعترض، ومنهم من (قام)..
*وقبل أشهر سمعت من بعض الشباب (سراً شبابياً)..
*وهم جميعهم من المتزوجين قديماً، أو حديثاً، أو ما زالوا بآثار (عسلهم)..
*وهذا السر رمزوا إليه بعبارة من كلمتين (شباب البندول)..
*وتعني أن يرجع أحدهم إلى المنزل- مساء الخميس- وهو بصحبة بندول..
*وهذه الصحبة – أو الرفقة- هي بمثابة (طوق النجاة) له..
*فمن يتناول دواءً مسكناً للصداع فلا (تثريب عليه)، هكذا قالوا لي وهم يضحكون..
*ولم أدر هل أضحك معهم أم أبكي على شبابهم..
*شبابهم الذي هو ضحية لواقع سياسي واقتصادي و(غذائي) لا يد لهم فيه..
*أو ربما كانت لهم يد تتمثل في عدم رفع (اليد) للتغيير..
*والبارحة تعلن الزميلة (التيار) عن تحقيق مخيف يُنشر اليوم على صفحاتها..
*تحقيق عنوانه (تفشي العجز الجنسي بين الشباب)..
*وهيئة علماء (السلطان) مشغولة بتشجيع التعدد في الزواج، مثنى وثلاث ورباع..
*ولا تعلم أن من الشباب من لا (يقدر) حتى على واحدة..
*اللهم إلا إن كانت تشجع (أعضاءها)..
*والذين….. (تمثلهم !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة