خميس.. دون سياسة

> كل كاتب يقدم للناس ما يكتبه.. لكنا اليوم نقدم للناس ما (لا) نكتبه
> ونجلس أمس للحديث عن أن
: أفورقي يتلاعب بالشيوعيين السودانيين..

> قرنق يتلاعب بالشيوعيين
> مصر تتلاعب بالشيوعيين السودانيين
> ونشرع في الحكايات.. ثم نتوقف
> يوقفنا السأم
> أمس الأول اللواء عابدين الطاهر يقول إن نفق سجن كوبر الذي يهرب عن طريقه الشباب الذين قتلوا غرانفيل كذبة
> ونشرع في حكاية غرانفل.. ومجموعة البراندر قاست في الخرطوم .. غرانفيل كان منها.. وما فعله محام سوداني .. يكره في الدنيا والزمان.. الله ورسوله
> ثم نتوقف
> يوقفنا السأم
> وأمس الأول وتصريح لإسرائيل عن أيام الفلاشا
> ونشرع في حكاية السادات والنميري والفلاشا.. وبيريز يطلب من السادات التوسط عند النميري لنقل الفلاشا
> ونتوقف..
> يوقفنا السأم
> وحديث سبدرات في البرلمان أمس.. يجعلنا ننطلق إلى زين العابدين محمد أحمد.. مجلس حكومة مايو
> وأمام مكتب سبدرات لما كان وزيراً للعدل نجد زين العابدين هذا.. وهو جالس ..في انتظار لمقابلة سبدرات.. وسبحان الله .. وزين العابدين كان يقص على الناس.. في غرفة الاستقبال.. أول أيام النميري.. والفلاشا
قال: النميري في أول أيام مايو يقصد (شيخاً) يطلب منه حراسة حكومته
قال الشيخ للنميري
: انت امسكها.. يعني الحكومة.. بالنهار.. وانا امسكها بالليل
> وزين العابدين ينفجر بالضحك وهو يقول
: وجاء انقلاب هاشم العطا الثانية ظهراً.. يعني في وردية النميري
> نشرع في الحكاية.. ثم نتوقف
> و..
(2)
– والسأم والألم.. الأشياء التي تمنعنا الكتابة.. تعيدنا إلى (الأمل .. وكيف يصنع)
– وصناعة الأمل تعيدنا إلى أيام كتابة القصة الرقيقة
– ونحن أول عام تسعين نكتب قصة صغيرة وفيها
( في مستشفى للعميان الرجل الخمسيني الأعمى كان يجلس في شرفة (بلكونة) الطابق الأول من المستشفى الذي يطل على أرض مفتوحة
> والرجل يسمع أحدهم يقترب ثم يجلس في المقعد المجاور
> بعد لحظات.. الرجل الأعمى يسأل الآخر
: ما الذي تطل عليه هذه الشرفة؟
الآخر.. الذي كان أعمى أيضاً.. يقول لنفسه
: هذا الرجل أعمى.. وهو يظن أنني مبصر
الآخر قال: حديقة
الأول يقول.. كيف هي؟
> والآخر ينطلق يصف حديقة رائعة.. رائعة
> ويصف صفاً من الزهور الحمراء الرائعة..
> و في الحال.. الأرض التي ليس بها صفقة واحدة تطلق صفاً رائعاً من الزهور الحمراء الرائعة
> وأرض الحديقة الجدباء تنصت..
> وكلما وصف الأعمى نوعاً من الزهور أسرعت الأرض الجدباء في إنتاجه
> كنا أيام كتابة القصة نقول ونشعر أن الطبيعة ومشاعرنا أشياء تصنع ما نريده
> بعد كتابة القصة هذه نضع القلم
> وحين نتشكك في ظننا هذا يقول لنا شيء
: يكفي أن رجلاً واحداً /.. الأعمى الأول../ امتلأت نفسه بحديقة رائعة.. رائعة
> ونعتذر للقارئ.. فالحزين اليائس مثلنا يتنهد.. وكتابة القصة نوع من التنهد
> ويا أيام القصة القصيرة.. يرحمك الله

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version