عفوا الهندى عز الدين

الدعوة إلى السلام وحسن الجوار لا يرفضها أي إنسان يملك مثقال ذرة من العقل والفهم السليم وبالرغم من المرارات والاساءات والتى تجرعناها من منظومة الإعلام المصرى وبايعاز من المتنفذين فى الحكم هناك فنحن لا نجنح للشر ولكن إذا فرضت علينا الحرب سنحارب وإذا فرض علينا القتال سنقاتل ويبقى ذلك قدرا .. ولكن الأمر اللافت فى مقالاتك الأخيرة والتى تتكلم فيها عن دور اليهود فى فصل الجنوب وتحذر من الفصل والوقيعة بين مصر والسودان ، اللافت انك أولا تتجاهل دور مصر الكبير فى فصل الجنوب واحتلالها جزءا عزيزا من أرض الوطن ، قل لى بربك كيف يستقيم ذلك؟ وفى ذات الوقت الذى تتباكى فيه على المصريين والعلاقات التاريخية والازلية يقوم مندوب مصر بالمطالبة فى الأمم المتحدة وعلى عينك يا تاجر بإبقاء العقوبات على السودان ويدعو المجلس للتحقيق فى استخدام السودان للأسلحة الكيميائية فى دارفور .. ويبوح النظام العسكرى الجديد بكل أسراره ويعترف انه فعل ذلك من أجل مصلحة مصر . وانت تأتى لتخوفنا من اندلاع الحرب والفتنة ، وكان بالأحرى بك أن توجه خطابك وتحذيرك هذا للحكومة المصرية والتى تبحت وتنفخ فى الرماد لإشعال النيران من جديد ، نحن لم نرسل مرتزقة لإعادة مرسى للحكم ولم نحتل أسوان وسوهاج ولم نرسل لهم لحوما ملوثة ولم نتخابر مع إسرائيل ولم نطلب منهم تشجيع منتخبنا القومى لكرة القدم ضد الجزائر .. ومع ذلك هم من ينفخون فى الرماد وهم من يستدرجوننا للحرب هم لا غيرهم .
ونحن من يتحلى بسياسة ضبط النفس ، ونحن من يعرف ما معنى كلمة حرب ، إذ لا يكاد يخلو بيت سودانى أو حارة من فقيد أو شهيد أو قتيل أو جريح … ولكن لا يعنى هذا أن نستسلم أو ننهزم أو نخشى غمارها حينما يعتدى أو يبغى علينا أحد .
عفوا الهندى عز الدين ونحن اطفال فى مرحلة الأساس نعلم دور اليهود والخبراء اليهود وتمويلهم وتدريبهم للحركات المسلحة فى الجنوب ونعلم بزيارة القادة الجنوبيين لإسرائيل ، يعنى مشوا يحجوا ولا يعتمروا ، الشعب السودانى شعب واعى ومثقف ولا تفوت عليه شاردة أو واردة من أنباء وأخبار بلاده
وأما أن يخرج كتاب يمجد دور اليهود فى فصل الجنوب ذلك أمر طبيعى ليس فيه جديد .
وأما أن يتحدثوا عن إدارة حملة لافساد العلاقات بين مصر والسودان ، إحدى امرين اما ان يكونوا هم من يحكمون مصر الآن أو أن يكون المصريين اغبياء يفوت عليهم مثل هذا المخطط الظاهر البين المنشور فى الكتب والصحف العبرية .
وأخيرا عندما يخرج المحتل من حلايب وشلاتين وتتوقف الحملات السياسية التحريضية علينا ، والإعلامية المسيئة وكيل الشتائم والسباب لنا ، حينها فقط تعال وحدثنا عن العلاقات والوشائج وروابط الإخاء ، وادينا انشاء عن مصر والعمق الاستراتيجى والوحدة والتاريخ واللغة والدم والمصير المشترك . تحياتى .

أحمد بطران

Exit mobile version