لا يهم الخرطوم: قاعدة مصرية في إرتريا.. القاهرة تطوق أديس أبابا

كشف التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر “المعارضة الإرترية” الأسبوع الماضي أن الحكومة الإرترية ستسمح لمصر بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها في محلية نورار، جزيرة دهلك، وأشار التنظيم إلى أن الاتفاق جاء عقب زيارة وفد مصري رفيع المستوى. وتشير المصادر الإرترية طبقا للتقارير الإعلامية إلى أن وفداً عسكرياً وأمنياً مصرياً قام بزيارة لأسمرا مطلع إبريل 2017 للاتفاق على تمركز عدد يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 من عناصر البحرية المصرية بهذه القاعدة البحرية بإرتريا.. تقارير إعلامية في الخرطوم أوردت الخبر بتركيز وإبراز، في وقت لم تحفل فيه الخرطوم الرسمية بالخبر، الأمر الذي دفع(السوداني) لبحث أهمية وجود قاعدة عسكرية لمصر في إرتريا وتأثير ذلك على السودان..

مصادر معارضة:
السفير الإرتري في السودان إبراهيم إدريس نفى صحة إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في إرتريا، مشيرًا إلى أن مصدر الخبر “مصدر معارض” واصفًا إياه بالنكرة ولا وجود له في إرتريا. وأضاف إبراهيم في حديثه لـ(السوداني): هو تنظيم إثيوبي موجود في إثيوبيا وهي فصائل إثيوبية تدعمها إثيوبيا ولا وجود لها في إرتريا، وليس هناك أيّ اتجاه لإنشاء قاعدة مصرية عسكرية في إرتريا، وأشار إبراهيم إلى الزيارات بين مصر وإرتريا في إطار التواصل الدبلوماسي.

حليف استراتيجي:
من جانبه اعتبر الخبير الاستراتيجي عبد الوهاب الطيب أن إرتريا حليف استراتيجي لمصر بحكم توتر العلاقات الإثيوبية المصرية بسبب سد النهضة الذي يهدد الأمن القومي بالنسبة للمصريين، إضافة إلى توازن علاقات الجوار الإرتري السوداني، ويرى عبد الوهاب أن إنشاء قاعدة عسكرية لمصر في إرتريا مؤشر لاستعداد كل من مصر وإرتريا لحرب متوقعة مع إثيوبيا تتم في إطار السباق الأمني والعسكري لدول منطقة البحر الأحمر لإنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر، وأضاف عبد الوهاب في حديثه لـ(السوداني): مدينة جيبوتي بها أكثر من ثماني قواعد عسكرية وجيبوتي حليف لإثيوبيا وبالتالي لن تقبل أن تنشئ مصر قاعدة في جيبوتي.
ويعتبر عبد الوهاب أن هذا إنذار بتصاعد حدة التوتر الأمني في منطقة القرن الإفريقي بسبب الصراع بين مصر والسودان وإثيوبيا، فمن جهة العلاقات المصرية السودانية ، والاثيوبية المصرية من جهة أخرى. ويشير عبد الوهاب إلى أن ذلك يجعل مصر أكثر دولة استراتيجية سواء بالوجود في إرتريا ومن ثم جنوب السودان، ويعتبر عبد الوهاب أن مصر تسعى بذلك لتطويق كل من السودان وإثيوبيا عبر جوارها المباشر “إرتريا”، إضافة إلى محاولة مصر أن تكون موجودة في دول الطوق الإثيوبي والسوداني، خاصة بعد رفع العقوبات عن السودان، ويصف عبد الوهاب العلاقات الإثيوبية الإرترية بالصفرية، لذا فإن وجود القاعدة العسكرية من مصلحة إرتريا، مشيرًا إلى أن إنشاء قاعدة عسكرية في إرتريا عمل مبارك من إسرائيل واعتبر عبد الوهاب أن الأمر برمته يؤثر على أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي، وباكتمال سد النهضة من المتوقع انفجار بوادر حرب في منطقة القرن الإفريقي.

رسائل متعددة:
من جانبه قلل الصحفي المختص في القرن الإفريقي عبد المنعم أبو إدريس من وجود تأثير مباشر على السودان، وأن الرسالة ليست موجهة للسودان، لافتًا إلى أنهُ بذلك تكون لمصر رسالتان الأولى لإثيوبيا فالقاعدة العسكرية إن وجدت فهي تقع في المحيط الإقليمي الحيوي لإثيوبيا وقريبة من أراضيها، إضافة إلى قرب جزيرة “دهلك من باب المندب، واعتبر عبد المنعم في حديثه لـ(السوداني): أن مصر بذلك تريد أن يكون لها دور في تأمين باب المندب، وبذا تكون الرسالة الثانية لدول الخليج بحكم أنها بذلك قريبة من التأثير عليها، وجزء من التسابق الإقليمي لدول باب المندب إذ بها 6 قواعد عسكرية تتبع إحداها لإسرائيل، إيران، والإمارات العربية المتحدة التي قامت بتأجير قاعدة بميناء مصوع الإرتري إضافة إلى مرور أكثر من 60% من تجارة النفط بباب المندب وبحسب عبد المنعم فإن مصر بذلك تريد أن تلعب دورًا إقليميًا.
الرسالة الثانية في شقها الآخر وبصورة غير مباشرة بحسب أبو إدريس تتمثل في مشاركة غير مباشرة بالحلف العربي السعودي في اليمن إذ تتهم المنطقة القاعدة الإيرانية بتمويل الحوثيين، ويؤكد عبد المنعم أنهُ لا توجد رسالة أو تأثير مباشر على السودان لجهة وجود علاقات جيدة مع إرتريا إلا في حال حدوث تحولات في الموقف الإرتري، إلى جانب أن مصر مهما وصلت خلافاتها مع السودان لن تصل لمرحلة العمل العسكري، على حد قوله.
على صعيدٍ آخر استبعد اللواء “م” والملحق العسكري السوداني الأسبق بإثيوبيا بابكر إبراهيم نصار، وجود قاعدة عسكرية لمصر في إرتريا لعدم التوافق في العلاقات المصرية الإرترية منذ أن كانت إرتريا تناضل للاستقلال عن إثيوبيا مشيرًا في حديثه لـ(السوداني) إلى سوء العلاقات التاريخية بين البلدين معتبرًا أن ما رشح في وسائل الإعلام عن إنشاء قاعدة عسكرية ليست إلا مناورات من قبل المصريين لحسابات بعينها في رسالة واضحة لإثيوبيا أنها يمكن أن تشكل مهددًا لها مقللًا في ذات الوقت من أن تصل لبناء قاعدة عسكرية.

تقرير: إيمان كمال الدين
السوداني

Exit mobile version