مصر.. على مرمى البصر تشاهد مزارع الأسماك والخضروات تسقى بالمجاري.. تقرير خطير جدا بالصور

يعاني أهالي محافظة الشرقية بمصر من مصرف “بحر البقر” الذي يعد من أخطر مصادر التلوث لما يحمله من مخلفات صرف صحي غير معالج ومخلفات صرف زراعي على امتداد 190 كيلو مترا، حيث يمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية ويصب في بحيرة المنزلة.

وقال خليل السمنودي أحد أهالي الشرقية لـ”التحرير”: “على مرمى البصر تشاهد مزارع الأسماك والخضروات المتراصة أعلى ضفة المصرف لنحو ١٩٠ كيلومترا تسقى بالمجاري ما يعد الموت للمواطنين عوضا عن الفقر ونقص الخدمات”.

وأضاف “السمنودي” أن مصرف بحر البقر أنشئ للصرف الزراعي فقط، لكن مع قرار الحكومة قبل ثلاثين عاما بتحويله لاستقبال الصرف الصحي الخاص بسكان القاهرة ألكبرى، تحول لسرطان ينهش أجساد سكان الدلتا، تحت دعوى الحفاظ على المياه الجوفية، في ظل تراجع منسوب مياه النيل أعالى الشرقية.

وأوضح أن الجميع يعلم بأن عدد من المزارعين لجأوا إلى المولدات الكهربائية وأنابيب غاز لسحب مياه الصرف الصحي غير المعالجة لأراضيهم المزروعة بمحاصيل الخضروات والفاكهة لمواجهة موجات الجفاف، ناهيك عن قيام عدد آخر من المزارعين بتبوير أراضيهم وتحويلها إلى مزارع سمكية تروى أيضا بمياه الصرف لتعوض رفع أسعار الأسمدة الزراعية وتلف الأرض جراء رفع نسبة القلوية بالتربة وهذا مصدر رزقهم. ولفت مجدي البقري، مزارع من قرية الأخيوة مركز الحسينية، إلى أن نحو مليون فدان هي العمود الفقري لنهضة مصر الزراعية قامت على ضفافه وبسببه قامت مناطق تنموية وخدمية برغم خطورة المياه.

وأشار “البقري” إلى أن إعلان الحكومة قبل اندلاع ثورة يناير عن إقامة مشروع لتنمية المصانع الكيمائية بناحية الصالحية الجديدة يستهدف إعادة تدوير المخلفات الصلبة كأسمدة زراعية إلا أن المشروع توقف وتم نهب أغلب المعدات التي وضعت على طول المصرف وسط صمت المسؤولين.

وحذر البقري من تزايد معدلات الجريمة بمحيط مصرف بحر البقر دون أي تحرك من جانب المسؤولين حيث تشهد منطقة المصرف حالات قتل وسرقه يوميا ما يعد وكرا جديدا لتجار السلاح وقطاع الطرق.

وأعرب محمود نصر، من قرية بحر البقر عن استيائه جراء تفاقم أزمات الري بمنطقة بحر البقر وارتفاع نسبه إصابة المواطنين بالأمراض والالتهابات الكبدية. من جانبه أكد المهندس علي عبد الحفيظ، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بمحافظة الشرقية، أنه تم وضع خطة استراتيجية شامله لتطهير مصارف الري الزراعي على مستوى المحافظة، مضيفا أنه تم توسيع الاعتماد المادي واسترجاع الدورة الزراعية، والاستعانة بأساليب الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه بالشرقية.

وأضاف عبد الحفيظ لـ “التحرير” أنه أجرى جولات ميدانية عديدة داخل أراضي صان الحجر الزراعية ومناطق شمال الشرقية التي تعاني من عدم وصول المياه إلى نهايات الترع بها وكذلك مناطق الصرف الزراعي بمصرف بحر البقر الذي يمتد طوله لـ190 كيلومترا، للوقوف على أهم المشاكل التي تواجه المزارعين بجميع مراكز المحافظة والعمل على حلها.

كتبت – ريهام الوجيه
التحرير

Exit mobile version