الطيب مصطفى يغسل الهندي عزالدين: طفق الفتى حامي حمى النظام الحاكم في مصر يهذي ويهرف بما لا يعرف دفاعاً عن محبوبيه

بين الفتى النرجسي والعلاقة مع مصر 2 !
أقولُ للكاتب النرجسي الذي ساءه أن ننتصر لشعبنا وبلادنا بعد أن خلط بين موقفنا نحن في منبر السلام العادل من قضية جنوب السودان التي ساندنا فيها خيار الانفصال لإنهاء الحرب التي أهلكت الحرث والنسل على مدى نصف قرن من الزمان، وبين احتجاجنا على المواقف المصرية المعادية للسودان، بل وغضبنا من الحملات الجائرة من سفهاء الإعلام المصري المتجنِّي على بلادنا وشعبنا محاولاً إيهام القرّاء أننا كما دعونا لفصل الجنوب نعمل الآن على فصل السودان من مصر، وكأن البلدين متحدان، وكذلك على توتير العلاقة بين الشعبين السوداني والمصري!

ما كنتُ سأرد على ذلك الهتر والتهريج الساذج الذي وصل إلى درجة اتهامنا بالعمالة للكيان الصهيوني لولا أن الفتى نصّب نفسه حامياً لحمى النظام الحاكم في مصر وإعلامه الفاجر حتى ولو على حساب موطنه وأرضه وكرامة شعبه.

لن أرجع إلى الوراء ناكئاً الجراح، ومنقباً عن سيرة الفتى النرجسي المشغول على الدوام بتمجيد الذات الفانية من خلال ممارسة سلوك طاؤوسي مقزِّز، ويكفي ما كتبه أمس الأول وهو يُلقي بالدروس والوصاية (المهنية) على إحدى صحفنا الكبرى لمجرد أنها خرجت بمانشيت يكشف محاولة المخابرات المصرية تجنيد صحافي سوداني حيث اتهم الصحيفة بل والصحافة السودانية بمواصلة (السقطات) ووصف مانشيت الصحيفة بـ(الأخرق المخالف لكل قواعد المهنية)!

بالله عليكم هل من تطاول (وخراقة) أبشع من ذلك؟! وأنت مالك ومال المخابرات المصرية أيها الفتى، وهل أنت الناطق باسمها داخل السفارة المصرية أو في مكاتبها بالقاهرة؟! بالله عليكم هل من جرأة وتطاول وانتفاش أكبر من ذلك؟! .. رغم ذلك فإننا لن نبلغ ما بلغه لنسمّي ما اقترفه عمالة إنما هو مجرد حب بالرغم من أني لا أدري هل هو من طرف واحد أم من طرفين؟

ثم واصل الفتى تطاوله مخاطباً الصحافي الذي ورد في الخبر أن المخابرات المصرية حاولت تجنيده، فقال متسائلاً: (عرفت كيف انو الشخص الذي تواصل معك بإلحاح تابع للمخابرات المصرية ؟! أمكن تابع لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وأمكن عضو في مكتب الإرشاد وبالتأكيد فإن هؤلاء من مصلحتهم تفجير العلاقات بين السودان ومصر ليستغلوا طقس التوتّرات والمواجهات الإعلامية والتراشق الإسفيري ساتراً لممارسة أنشطة معادية للدولة المصرية على أرضنا ودون علم دولتنا).

وطفق الفتى حامي حمى النظام الحاكم في مصر يهذي ويهرف بما لا يعرف دفاعاً عن محبوبيه الذين (قعدوا فرّاجة) بعد أن رأوا بأم أعينهم ما يفعله الفتى من عجائب للذود عن حياضهم وكيف أصبح ذلك (المتورك) أكثر حماساً من (التركي) صاحب القضية؟!

على أن ما فجعني وفرى كبدي ما قاله الفتى النرجسي (المندعر) في المنافحة عن مصر، ظالمة أو مظلومة، حول احتمال توّرط أحد الإخوان المسلمين بل أحد أعضاء مكتب الإرشاد في إطار سعيهم (لممارسة أنشطة معادية للدولة المصرية)!

بالله عليكم ألم يبالغ الكاتب وهو يحشر، بدون أدنى مبرر، مكتب الإرشاد والإخوان القابعين اليوم في سجون طغاة مصر ويتّهمهم بالكيد للدولة المصرية بالرغم من أنهم قُتلوا ونُكِّل بهم وظُلموا واضطهِدوا من قبل النظام الانقلابي الطاغوتي الذي يعشقه ذلك الفتى؟! لو قال إن الإخوان يمارسون أنشطة ضد النظام المصري الانقلابي الحاكم الذي أطاح حكومتهم التي جاءت عبر صندوق الانتخابات لربما التمسنا له العذر، أما أن يعتبر أن معشوقه، النظام الحاكم في مصر، هو الدولة المصرية ويتهم الإخوان بأنهم ضد مصر الدولة التي كان يعلم – قبل المراجعات التي أصابت كثيرين ممن كنا نظنهم من الأخيار! – أنهم الأحرص عليها من بلطجية النظام والذين ظلوا يفدونها بالمهج والأرواح منذ نشأة تنظيمهم قبل نحو قرن من الزمان، فإنه الظلم والتجنِّي الذي سيُسَاءل عنه يوم يقوم الناس لرب العالمين وربما قبل ذلك.

ليت الكاتب، ولو لمرة واحدة، يخرج من جلباب أحبابه الذين بات لا يرضى فيهم كلمة واحدة وينتصر لزميله الطاهر ساتي ولزملاء المهنة الذين يصر على أن يُلقي عليهم المواعظ والدروس حول أصول المهنة سيما وأن الطاهر قد طُرِد مخفوراً من مطار القاهرة وأُرجِع إلى السودان عبر مطار أديس أبابا رغم أنه استكمل كل إجراءات الرسمية، ورغم ظروف زوجته المريضة التي كانت تنتظره في العاصمة المصرية حيث تستشفي .. ليته يشرح لنا كيف حدث ذلك للطاهر ساتي بعد زيارة وزير الخارجية المصري الذي أسهب في تقديم الوعود والبشريات حول مستقبل العلاقة بين الدولتين ونفى كل ما رشح حول دور قذر اقترفته سفارة مصر في نيويورك حول تجديد العقوبات على السودان، بل وأكد أن ممتلكات المعدنين السودانيين قد أُفرج عنها وهو ما ثبت بطلانه من إفادة القنصل السوداني بأسوان.

أما اتهام الكاتب لنا بأننا نسعى إلى توتير العلاقة بين السودان ومصر، فإن ما يدحضه مرافعات طويلة سكبنا فيها مداداً كثيفاً وكثيراً منذ أن تبنَّينا موقفنا من أزمة جنوب السودان وهو ما سأوضحه غداً بإذن الله.

الطيب مصطفى
الصيحة

Exit mobile version