عزمي عبد الرازق: كامل التضامن مع (تراجي)

بشكل متوقع استطاعت الناشطة السودانية المثيرة للجدل تراجي مصطفى أن تحول مسار المؤتمر الصحفي الذي عقده المهندس إبراهيم محمود أمس لوجهة أخرى، ولدرجة أنه لم ينتبه الناس لتفاصيل مهمة جداً كشف عنها نائب رئيس المؤتمر الوطني وحشد لها كافة الأجهزة الإعلامية .

? منذ أن قدمتها المنصة علمت أن تراجي لن ترك سانحة كهذه دون أن تترك بصمتها الصوتية، وتعبر عن وجودها، لكنني لم أكن أتوقع أنها ستدير حواراً على الهواء مباشرة مع الحزب الحكام بخصوص طموحاتها، وهنا يسند منطقها آدم سميث “الطموح الشخصي يدعم المصلحة العامة” وفي الوقت نفسه لم تفاجئني أيضاً وهى تنسكب غاضبة، لأن تراجي التي أعرفها، ومنحت الحوار بعض الزخم والإثارة، ودافعت عنه بشراسة، لا يمكن أن تسمح لقطار الحكومة أن يفوتها، وتلزم الصمت، دون حتى أن تزحم (السيرفر) بتسجيلات صاخبة !!

? تراجي وبشجاعة معهودة فيها تحدثت عن اهمال المؤتمر الوطني لها بعد مشاركتها في الحوار الوطني ضمن مجموعة الشخصيات القومية، وأضافت بالقول “تهتمون بأحزاب صغيرة لا وزن لها وتتركوننا وتعلمون اننا نستطيع أن ناتي بشعبية كبيرة” .. هنا أجدني متفقاً مع تراجي وغير مقتنع برد المهندس إبراهيم محمد بأن على تراجي أن تدخل عبر حزب أو كيان لتحصل على موقع ودور في الحكومة، لأن لعبة تأسيس أحزاب صغيرة على مقاس شخصيات طامعة تخلف حالة من الفوضى السياسية، وترسخ لفساد في أضابير العمل الحزبي، وتنهزم بذلك فكرة التداول السلمي للسلطة، والتعبير عن روح الديقراطية المنشودة، وكان من الأجدى أن يطلب منها إبراهيم محمود أن تنضم للمؤتمر الوطني بشكل صريح .

?ما الذي يجعل تراجي تحصد (بطيخة) كبيرة، بينما تحافظ تابيتنا بطرس مثلا واشراقة سيد محمود، والكثير من نساء المؤتمر الوطني على مواقعهم، رغم أن تراجي أكثر تاهيلاً ونشاطاً، وكان يمكن تكليفها _ على الأقل_ بوزارة الرعاية والضمان الإجتماعي، أو منحها ملف خاص بالتنمية الريفية، وهى صاحب كعب عالي، ومشغولة بأوضاع النساء والأطفال في الأقاليم، ولا شك أنها جديرة بذلك وستنجح، وبخصوص تفعيل دور المجتمع المدني فهى أيضاً تعنى بذلك، وتعبر عن تيار هو الأكثر تأثيراً في عالم اليوم.

?وهنا لا أتحدث عن تراجي لوحدها، وغالباً فإن مصيرها لا يخرج من خيارين اما أن تنضم للمؤتمر الوطني أو تغادر البلاد مغاضبة، لكنني أبداً لا أر وجاهة في تجاهل الشخصيات القومية التي منحت الحوار اهتمامها وخبراتها، وجسرته نحو مضارب أخرى، واستبدالها في يوم الحصاد بالأحزاب والحركات المسلحة التي هى مثل (الهم على القلب) .. أضرت بالتجربة السياسية، وزحمت الأفق بخواء خانق، وبالتالي فإن عطاء المؤتمر الوطني لأكثر من (150) حزب وحركة، هو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق .

عزمي عبد الرازق

Exit mobile version