الرئاسة السودانية تبعد وزير (الدكتوراه المزورة) وتسمي وزيرا للعدل

أنهت الرئاسة السودانية اللغط حول سحب وزير العدل الجديد أبوبكر حمد من مراسم أداء القسم في اللحظات الأخيرة لشبهات حول شهاداته العليا وأبلغته رسميا، الأثنين، بابعاده من الحكومة، وسمت العقيد (م) د. عباس محمد طه وزيرا للعدل.

وعمل عباس محمد طه في القضاء العسكري، ثم عميداً لكلية القانون جامعة النيلين وهو من مواليد العام 1965 بمدينة القضارف شرقي السودان.

ويعد وزير العدل الجديد الشخصية الثانية من المؤسسة العسكرية ضمن التشكيل الوزاري بعد تعيين الفريق محمد عثمان الركابي وزيراً للمالية.

وخطف الوزير (مع وقف التنفيذ) أبوبكر حمد الأضواء مرتين عند إعلان اسمه وزيراً للعدل، ومرة آخرى عندما أبلغته مراسم القصر الرئاسي بتأجيل تأديته للقسم مع وزراء الحكومة الجديدة.

وبدأت التفاصيل الدرامية فور اعلان طاقم الحكومة الجديدة في 11 مايو الحالي عندما ضجت الأسافير بأن الوزير الذي دون في سيرته الذاتية بأنه حاصل على دكتوراه من جامعة أميركية، “تم ابعاده من مؤسسات قطرية بسبب شهادات عليا مزورة”.

وأنبرى الوزير المعلن بعدها للصحف نافيا ذلك من دون أن يبرز شهاداته، واتهم بشكل مباشر حزب المؤتمر الشعبي بتلفيق هذه الاتهامات، ما دفع الحزب الأسبوع الماضي الى عقد مؤتمر صحفي نفى فيه مزاعم الوزير الذي أثار الجدل.

ولوح القيادي بالحزب وعضو البرلمان المعين حديثاً كمال عمر بمقاضاة أبوبكر حمد، لاتهامه المؤتمر الشعبي بالترويج لشائعة تزوير شهاداته.

وأوردت صحيفة (السوداني) الأسبوع الماضي أنها تحصلت على معلومات تؤكد أن الوزير المعلن ليس حائزا على درجة الدكتوراه في جامعة “نورثويسترت” الأميركية، وهي الجامعة التي قال الوزير إنها منحته الدرجة العلمية.

ونقلت الصحيفة من قاعدة المعلومات المشتركة بين الجامعات الأميركية (Database) عن عدم وجود اسم (أبوبكر حمد عبد الرحيم) ضمن الطلاب الحائزين على الدكتوراه في الجامعة.

وأشارت الصحيفة الى استعانتها بخبير في مجال تقنية المعلومات، مُقيم في الولايات المتحدة، للتأكد من صحة ما أدلى به الوزير، حيث أبلغها بأنه اتصل أولا بجمعية خريجي القانون من الجامعة الذين اعتذروا عن الإدلاء بأي معلومات عن أعضائهم الخريجين، غير أن الجمعية وجَّهته بالاتصال بمكتب المسجل.

وأضاف أن المسجل وجَّهه هو الآخر بالبحث في قاعدة المعلومات (داتا بيس)، وهي قاعدة مُشتركة بين الجامعات الأميركية، وبعد ادخال اسم “أبوبكر حمد عبد الرحيم” ـ طبقاً لدليل الهاتف ـ كان الرد: “لا معلومات في قاعدة البيانات تقول إن أبوبكر حمد قد درس بالجامعة”.

يذكر أن أبوبكر حمد كان ضمن لجنة الحريات بالحوار الوطني كشخصية مستقلة، وخاض غمار آخر انتخابات في العام 2010 كمرشح مستقل لمنصب والي الخرطوم، وكان أكبر مفاجأة في التشكيل الوزاري.

وكان آخر ظهور لحمد قبل يومين عندما أعلن في بعض الصحف أنه سلم شهاداته لرئاسة الجمهورية بنفسه، وأنه في انتظار مكالمة من القصر الرئاسي لأداء القسم، وبالفعل تلقى اتصالا، يوم الأثنين، لكن بالاعتذار له رسمياً عن تولي المنصب.

سودان تربيون

Exit mobile version