ننتظر غندور أن يردها لشكري (بعراقي بلدي وسِربادوق تِكتو جاره في الواطه) !!

كنت قد كتبت مقال بصحيفة السوداني الغراء قبل سنوات بعنوان ( أزياء الرؤساء .. الرسائل الصامتة ) قلت فيه ، يحمل الزي وتفاصيله في كثير من الأحيان رسائل دبلوماسيّة ” صامتة ” مُبطنه من الرؤساء وكبار المسؤولين ، لاتخفى على المُرسل إليه .
لاننكر أن الدبلوماسية المصرية ( عريقة ) جداً ، وقديمة قِدم التاريخ ، لاتترك شيئاً للمصادفة ، فالمجتمع المصري ( المتمدن ) نفسه يتعامل فيما بينه ( بالبروتوكول ) في كثير من التفاصيل ، فالمخطابة للآخر مثلاً لابد أن تكون مصحوبة بلقبه ( بيه .. أستاذ .. دكتور .. باشا ) الخ ، فإذا نَدهت أحداً بإسمه ، عادي جداً أن يقول لك محمد ( حاف كِده ) ، بعكس تواضعنا وبساطتنا في التعامل فيما بيننا كسودانيين .

إستقبال وزير الخارجية المصري سامح شكري لنظيره السوداني بروفيسور غندور بالقاهرة يوم أمس ، حملت كثيراً من الرسائل الصامتة ( المُبطنة ) من الجانب المصري التي لاتخفي على أحد ، بدأت بالزيّ الغير رسمي الذي استقبل به وزير الخارجية المصري لنظيره السوداني ( بمبنى وزارة الخارجية ) والذي ظهر فيه بـ( تي شيرت ) تحت الجاكيت مع بنطال مختلف اللون مع الجاكيت ، وهذا زيّ غير رسمي ، وغير معتاد في إستقبال وزراء الخارجية المصريين ( بمبنى الخارجية ) بل ينُم عن عدم تقدير وإهتمام بالضيف وإستقباله ( بما يليق ) !!

وإمعاناً في توجيه رسائل صامتة ( مقصودة ) جاءت الكأسة التي قُدم فيها الشاي ، لوزير الخارجية السوداني ، وتُسمى في مصر ( خمسينه ) لاتستعمل إلا بالقهاوي الشعبية بحواري وأزِقة مصر ، بالتأكيد لاتعدم ضيافة الخارجية المصرية من أقداح الشاي الراقيّة الناصعة البياض كالتي تقدمها لوزراء خليجيين يمولونها ( بالأرز ) كما جاء في وصف السيسي !
بالاضافة إلى لغة الجسد والنظرة و( إمالة الرأس مسنوداً ) كما يبدو بها وزير الخارجية المصري !

من الواضح أن الخارجية المصرية قَدمت رسائل صامتة ( غير لائقة ) في حق الجانب السوداني وهي أبلغ من ( معسول ) الحديث !!
وأتمنى أن يردها بروفيسور غندور باستقبال ( بعراقي بلدي وتِكة طويله تنتهي ( بكُورة ) من غزل الصوف ) .. وكسودانيين ندرك تماماً ما مغزى هذه الرسالة .

تدوين : محمد الطاهر العيسابي

Exit mobile version