شاهد أغاني وأغاني – الحلقة 11- كاملة – رمضان 2017

جرحي و ألمي كلو يا ظالم من عيونك دي …
اللمين علي سليمان أضاءت سيرته حلقة هذا المساء و هي سيرة رجل عظيم و فنان كبير لم يجد حظه من الانتشار بعد ان اثر بنفسه الانزواء و الابتعاد عّن اجهزة الاعلام لسنوات طويلة قبيل وفاته .
الامين علي سليمان من فناني العيلفون حين كانت العيلفون منارة من منارات الفن و الثقافة السودانية و كانت قهوة العيلفون في الخرطوم مجمعاً لمثقفي و افندية الخرطوم .
اذكر ان والدي ذات صباح و انا طفل صغير وجده في احد شوارع الخرطوم و احتضنه في لهفة و شوق و اهتمام و تبجيل و قال لي :
ده الامين علي سليمان
صافحته دون كبير اهتمام ، فالاسم لم يعني لي شيئاً ..
عدنا بعدها الى البيت و كان حديثنا طوال ذلك اليوم محوره مغني عظيم اسمه الامين علي سليمان و غنى لنا والدي جرحي و ألمي و بعدها بأشهر قليلة ، توفي الامين علي سليمان ، دون ضوضاء و دون ان يحفل به احد .
و تلقى ابنه الدكتور علي الامين العزاء من قلة قليلة من عارفي فضله و مجايليه ، و تغنى محمود عبدالعزيز بعدها بجرحي و ألمي ، و كتب لها ان تحيا مرة اخرى دون ان تحيا سيرة صاحبها .
هدى عربي قدمت جرحي و ألمي هذا المساء و لا ادرى لماذا لم تقنعني هدى هذا الموسم كما كنت في الموسم الماضي ، هنالك اشكالية لم اتبينها بعد في اداء هدى عربي هذا الموسم، فكأني بها تغني و هي مقيدة بشيء ما يحجم مقدراتها التي رأيناها الموسم الماضي .

شكرالله عزالدين .. لازال يحاول تقليد فنان غير ذائع الصيت اسمه ( النعيم بورسودان ) و ظل يقدم نسخة مقلدة من النعيم بورسودان دون ان ينجح في تقليده و دون ان يستطيع ان يقدم شخصيته الفنية الخاصة ، و تأرجحه هذا يعود لان النعيم كان فناناً حقيقياً و صاحب صوت حاد و قوي و اداء مميز .
ملأ شكرالله الاستديو جعيراً و هو يحاول اداء رائعة زيدان ابراهيم ( بقيت ظالم ) و لا حول و لا قوة الا بالله .

الفنانة الواعدة ملاذ .. قدمت رائعة السني الضوي ( طريق الأمل) .. و عابها انها تأرجحت بين طريقة اداء الفنانة حنان النيل و بين طريقة اداء الكورال و كانت تعاني جراء ذلك ، و يحسب لها فقط سلامة المخارج و التنفس و لازال صوتها لم تتحدد ملامحه بعد ، ملاذ قدمت الاغنية على طريقة تقديم الأناشيد .

حسين الصادق .. ظل يؤكد مرة تلو اخرى انه افضل الفنانين الشباب في الساحة الفنية ، بيد انه لا يجيد التعبير اثناء الأداء و ظل يمضي في طريق معتز صباحي في تحريك فكه دون مبرر و دون ان يكون لهذا الامر أثراً إيجابياً على الصوت الذي ينتج عّن هذه الحركة .و التي مردها الا انه لازال فنان هاوي لم يصقل موهبته بالدراسة و هذه احدى أسباب تبديد الكثير من المواهب ذات الأصوات الجيدة .

بعد ان سمعت مكارم هذا المساء .. لم يكن بوسعي سوى الترحم علي سيد خليفة و مؤازرة ابنه منتصر في دعوته لمنع مكارم و امثالها من ترديد اغنيات والده .
يظل الفنان عمار السنوسي هو افضل من ردد اغنيات سيد خليفة .
مكارم هذا المساء قامت بتعرية نفسها تماماً ، و علي السر قدور ان يرحم الأحياء قبل الأموات و يوقف هذا العبث بموروثنا الغنائي و استدعاء فنانين حقيقيين .

بقلم
كمال الزين

Exit mobile version