سودان تربيون: طه عثمان تم إبلاغه شفاهة بقرار إعفائه، قبل أن يسمح له بمغادرة السودان إلى السعودية عبر طيران الخليج لأداء العمرة

أقال الرئيس السوداني، عمر البشير، الأربعاء، مدير مكاتبه ووزير الدولة بالرئاسة، الفريق أمن طه عثمان الحسين من مناصبه، وسمح للرجل بمغادرة الخرطوم بعد ساعات من منعه السفر إلى السعودية وإقتياده من المطار إلى جهة غير معلومة.

ولم يصدر عن الحكومة السودانية ما يفيد بإقالة الرجل صاحب النفوذ الأقوى في القصر الرئاسي، لكن البشير أصدر مرسوماً جمهورياً بتعيين حاتم حسن بخيت، وزير دولة ومديراً عاماً لمكاتبه، وهو ما يعني ضمنا إعفاء طه، من مهامه كمدير لمكتبي الرئيس في القصر الرئاسي ومجلس الوزراء وسط تضارب المعلومات حول الأسباب، ولم يوضح القرار مصير الرجل، وما إذا كان باقيا في منصبه كوزير برئاسة الجمهورية.

وبعد تكاثف الأنباء عن إبعاد الفريق طه عثمان، ظهر الرجل يوم الثلاثاء، من بين الوزراء الذين استقبلوا الرئيس عمر البشير في المطار لدى عودته من العاصمة الإثيوبية بعد المشاركة في قمة (إيقاد) الخاصة بأزمة جنوب السودان.

وطبقاً لمعلومات متطابقة فإن طه وبعد ساعات من عودة البشير قرر السفر إلى السعودية، بيد انه تفاجأ بتوقيفه بالمطار ومنعه صعود الطائرة واقتياده إلى مكان مجهول.

وقالت مصادر لـ (سودان تربيون) إن طه عثمان تم إبلاغه شفاهة بقرار إعفائه من مناصبه، قبل أن يسمح له بمغادرة السودان إلى المملكة العربية السعودية عبر طيران الخليج لأداء العمرة.

وحسب المصادر فإن قرار إعفاء طه لم يكن وليد اللحظة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح، حينما أعلن حكومته في مايو الماضي، لم يعلن اسم الفريق طه ضمن أسماء الوزراء.

وأوضحت أن حيثيات الإعفاء غير واضحة حتى الآن، إذا ما كانت تعود للأزمة الخليجية وموقف السودان منها، أم لأسباب تتعلق بخلافات داخلية مع رئيس الوزراء بكري حسن صالح.

وتجاهلت الصحافة الصادرة في الخرطوم قضية الفريق طه، بعد توجيهات شفاهية من جهاز الأمن لرؤوساء التحرير بعدم نشر أي مادة حول إقالة الفريق طه عثمان من منصبه.

وظل طه طوال العامين الأخيرين شخصية محورية في مؤسسة الرئاسة، وبدا الرجل الأقوى فيها بسيطرته على مفاصل اتخاذ العديد من القرارات المهمة.

وظهرت قوة الرجل من بعد أن سماه البشير أكثر من مرة مبعوثاً شخصياً له لعدد من الدول خصوصاً دول الخليج والسعودية.

وأصدر الرئيس البشير، في يونيو 2015، مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق طه عثمان الحسين وزير دولة ومديراً عاماً لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.

وآخر المهام التي قام بها الفريق طه، كانت مشاركته في القمة العربية الإسلامية الأميركية بالرياض مايو الماضي، ممثلاً للرئيس البشير، الذي اعتذر عن المشاركة لرفض واشنطن حضوره في وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقبل قمة الرياض بأيام بعث البشير الفريق طه، إلى قطر ليسلم أميرها تميم بن حمد آل ثاني، رسالة خطية من البشير، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه تعزيزها وتطويرها.

وظلت الأنشطة التي يقوم بها مدير مكتب البشير موازية لأنشطة وزارة الخارجية واعتبرها البعض متضارية مع أدوار الدبلوماسية السودانية.

وأبرز المهام التي قام بها الفريق طه وكانت خصماً على وزارة الخارجية السودانية، هو قرار الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016.

حيث نقل الفريق طه يومها توجيهات البشير إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بقطع الخرطوم لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد طاقم السفارة الإيرانية بسبب مواقفها من السعودية.

وتفاجأت وقتها وزارة الخارجية السودانية بالقرار منشورا في وكالة الأنباء السعودية نقلا عن الفريق طه.

سودان تربيون

Exit mobile version