المنافقون !!

*صدام يربت على رؤوس أطفال من حوله..

*ويظهر بمظهر الرئيس الحنون على شاشة تلفزيون بلاده..

*والهدف من تلكم الدعاية الطفولية الرد على انتقادات غربية له بالقسوة..

*وكان ذلك قبيل اجتياح التحالف الغربي- بزعامة أمريكا- لبغداد..

*ولم يصدق أحد أن طاغية العراق كان ذا قلب رحيم..

*لا العراقيون صدقوا ذلك…ولا العرب…ولا الغربيون…ولا صدام نفسه..

*فكيف يكون رحيماً من يقتل الآلاف من شعبه دون رحمة؟..

*وعلقت تاتشر قائلة: كم هو منافق صدام حسين هذا..

*وقبل أيام أظهرت بعض صحفنا المحلية وزيراً وسط أطفال فقراء..

*كان- تماماً مثل صدام- يربت على أكتافهم…ويحملهم على كتفه..

*وأجمعت وسائط تواصل اجتماعي على أن ذلك الفعل لا يخلو من شبهة النفاق..

*وأكبر دليل على إنه دعاية مصطنعة…وجود الكاميرات..

*فقد كانت الكاميرات برفقته لتصور…وتوثق…وتجمل…وتقول للناس: انظروا..

*انظروا إلى الوزير الفلاني، كم متواضع هو…..وإنساني..

*ومفردة (انظروا) هذه إن كانت مكروهة في السياسة…ففي الدين أشد كرها..

*وفي أيامنا هذه تكثر مظاهر النفاق لأسباب سياسية…وتجارية..

*فاللحية- في مجال السياسة مثلاً- صارت من أدوات التزلف (التمكيني)..

*وفي مجال التجارة بات يُتوسل بها إلى ثقة الناس..

*وقبل يومين شاهدت شريكاً في (سوبر ماركت) يستاك أمام المدخل… ويبصق..

*يعني من شدة تقواه يخشى أن يبتلع ريقه…فيفسد صومه..

*ثم حين خرجت امرأة (جسيمة)- بعباءة سوداء- أخذ يسترق النظر إليها..

*ولم يتوقف إلا عندما فوجئ بي استرق النظر إليه بدوري..

*وشعرت به خجل مني…ومن نفسه…ولكنه لم يخجل من الله الذي يصوم إليه..

*والآن…ومع ليالي التهجد…سينفتح باب للنفاق عظيم..

*وستنفتح (أفواه) مكبرات الصوت وكأنها تقول للناس: انظروا…هناك من يتهجد..

*ستنفتح كلها في بعض…وعلى بعض…وبجوار بعض..

*علماً بأن نبينا- عليه أتم صلاة وتسليم- ما كان يصليها إلا في البيت..

*وكذلك التراويح…..خشية أن تُفرض على الناس..

*ولكن الخشية الأكبر الآن، أنها باتت من مظان النفاق…سواء درينا أو لم ندر..

*فإن لم تكن نفاقاً ، فما الحكمة من مكبرات الصوت؟!..

*بمعنى…إن استبعدنا شبهة النفاق فإننا نقع في محذور آخر…وهو إزعاج الناس..

*إزعاج المرضى…والمسنين…والأطفال…..والمتهجدين..

*نعم، ما ذنب الذين يريدون اتباع (السنة) فيتهجدون داخل منازلهم؟..

*وما ذنب النساء اللاتي يتهجدن في بيوتهن؟..

*وما ذنب أهل الكتاب الذي يسبب لهم (اصطخاب) مكبرات الصوت الأذى؟..

*والسعودية – كما ذكرت قبلاً- أفتت في هذا الخصوص..

*أفتت وزارة الشؤون الدينية فيها بعدم جواز استخدام مكبرات الصوت إلا للأذان..

*فالذين يعشقون إزعاجها هم (المنافقون !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version