الدرس (الرباني) في حكاية الفريق “طه” وهذا السفير الأمريكي الخبيث.. !!

1- ما حدث للفريق ” طه عثمان ” ترتيب (رباني) يؤكد على قدرة الله وحده.. مالك الملك ذي الجلال والإكرام، فلولا اندلاع أزمة المقاطعة السعودية – الإماراتية لدولة “قطر” وتداعياتها، لظل “طه” وزيراً للدولة ومديراً لمكتب الرئيس لمدة إضافية قد تطول وقد تقصر.
فور نشوب أزمة الخليج الأخيرة وغداة إعلان المقاطعة كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء، قلت له: أهم تأثيرات هذه الأزمة على الداخل، أن نفوذ الفريق “طه” سيتضعضع عاجلاً .. أولاً عند دول الخليج ذاتها.. وثانياً: في موقع اتخاذ القرار في دولتنا، بسبب موقف السودان الذي لن يتخذ قرار المقاطعة، لحساسية وضعه ودور “قطر” القديم في دعم السودان إبان أزمات سابقة بسنوات لقيام تحالف (عاصفة الحزم).
في تقديري أنه حتى لو لم تتوفر أي معلومات متعلقة بأي تجاوزات للفريق “طه” مما نسمع، فإن أزمة الخليج، وما سبقها من تداعيات عدم مشاركة الرئيس أو نائبه الأول في قمة ” ترمب” بالسعودية، كانت ستعصف بأخينا “طه” خلال ستة أشهر لا غير، لكن تطورات أخرى عجلت بالرحيل!!
هل كان أحد في (القصر) ، دعك من هم خارجه يتوقع هذا الخروج الدراماتيكي للسيد ” طه عثمان الحسين” ؟!
الإجابة: لم يكن أحد يتوقع.. فهي قدرة مالك الملك الذي شاء أن تنفجر أزمة الخليج في هذا التوقيت بالذات، وبشكل مفاجئ ووتيرة متسارعة، ليدخل هذا الرجل في (جحر) الأزمة، فلا هو استطاع أن يدفع السودان لحلف المقاطعة، ولا هو احتفظ لنفسه بوظيفة مدير مكتب الرئيس الذي لا شأن له بالأحلاف الدولية والإقليمية، فذهب في مهب رياح الخليج، لا رياح السودان الخريفية!!
فليتعلم جميع الوزراء والولاة.. وكل من في سلطة وحكم.. علا مقامه أو دنا.. من هذا الدرس.. ومن هذه الموعظة الربانية.. وقد صدق الحق: ( قلْ اللهم مالك الملك تؤتي الملكَ من تشاء وتنزع الملكَ ممن تشاءُ وتعزُ من تشاءُ وتذلُّ من تشاءُ بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).

2

حديث القائم بالأعمال الأمريكي “ستيفن كوسس” للزميل ” عثمان ميرغني” في حوار صحفي نشره أمس الأول، يبدو حمّال أوجه، ويحوي غموضاً وتناقضات كثيرة، ويحتشد برسائل (ابتزاز) عديدة لحكومة السودان تحت عصا وجزرة العقوبات الاقتصادية، بانتظار المرحلة الثالثة المؤجلة وهي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب !!
لم تعجبني لغة ولا أسلوب هذا الرجل، ويبدو من رسائله أنه صاحب قرار مؤثر في قرار الرئيس” ترمب” المتوقع بعد أقل من شهر بشأن العقوبات على بلادنا، إذ أن الرئيس الأمريكي غريب الأطوار المشغول بإحداث الفتن في الخليج وجلب مئات المليارات من الدولارات من شرقنا المخدوع المقسم، غير مهتم بتاتاً باستكمال طاقم حكومته، كما أنه لم يعيِّن مبعوثاً للسودان وجنوب السودان خلفاً للسابق حتى الآن، وما يزال أعضاء مكتب المبعوث السابق يديرون الملف بسقف أقل وحركة أضيق وفق تفويض محدود، وفي ظل هذه الفراغات تصدر التوصية الأهم من هنا.. من سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم .. من ” إستيفن كوسس” .. وهو نفسه قد أكد على ذلك في الحوار بأنه يرفع توصية لواشنطن حول الملف.
لغة هذا الرجل ابتزازية.. وإشاراته خبيثة وغير مريحة .
سأعود لاحقاً لتحليل كلماته.

جمعة مباركة .

الهندي عز الدين
المجهر

Exit mobile version