دخل غندور في اجتماع مطول مع سفراء السعودية والإمارات ومصر بشأن أزمة الخليج الأخيرة.. ماذا قال لهم؟ “ما تمليه الحكمة”

كان لقاء وزير الخارجية وسفراء الدول الثلاث المقاطعة لقطر، الإمارات والسعودية ومصر، حدثا لافتا ظهر أمس الأول (الجمعة) في ظل تطورات موقف السودان من الأزمة الخليجية وهو أول اجتماع يعقده إبراهيم غندور عقب عودته من النرويج. وربما يكتسب اللقاء أهمية كبرى، لكونه تم في غير يوم العمل الرسمي، وتشير التحليلات إلى أن طلب المقابلة بواسطة السفراء الثلاث كان رد فعل لزيارة وزير الدولة بالخارجية القطري الذي جاء مبعوثا شخصيا من أمير قطر لمقابلة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير؛ حيث قام بشرح موقف قطر من الأزمة ورغبتها في حل المشكلة مع دول الخليج، وأعاد الرئيس في هذا اللقاء موقف السودان الداعي لحل الأزمة عن طريق الحوار داخل البيت الخليجي، ونشير إلى أن البحرين ليست لديها سفارة في السودان، وقد قررت المنامة مؤخرا فتح سفارتها في الخرطوم الأمر الذي يعد تطورا إيجابيا في العلاقة بين البلدين.
لم يقدم الخبر الذي نشرته وزاره الخارجية أي معلومات جديدة، واكتفى فقط بالتعميمات التي يمكن أن تصدر من مثل هذه اللقاءات، وحسب النص الرسمي فإن السفراء الثلاثة نقلوا لوزير الخارجية رؤية بلدانهم للنزاع والمقاطعة الدبلوماسية ضد قطر.
وفي المقابل أكد غندور مجددا ما ذكره الرئيس للمبعوث القطري، بأن السودان يدعم الوساطة الكويتية ويحث هذه الدول على حل النزاع عن طريق الحوار والتفاوض. وكان غندور في تقريره الذي أدلى به أمام البرلمان الأسبوع قبل الماضي أكد أن السودان لن يقف محايدا ولن ينحاز، في وقت دعا فيه بعض المراقبين لاستعاده السودان دوره التاريخي في حل النزاعات العربية، كما فعل في مؤتمر اللاءات الثلاث عام 1967 في الخرطوم، وأشارت بعض الصحف العربية إلى أن موقف السودان لا يزال غامضا تجاه تحديد موقفه أو الانحياز لأي طرف، فيما انقسم الناشطون في مواقع التدوين ووسائل التواصل الاجتماعي إلى فريقين؛ فريق يدعو الحكومة لمساندة قطر وفاءً لدعمها ومساندتها للسودان؛ خاصة في قضية دارفور، طيلة الفترة الماضية، في الوقت الذي دعا فيه فريق آخر للوقوف مع السعودية نسبة للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية معها.
وحسب الخبر الذي نشرته الخارجية أمس الأول فإن السفراء الثلاثه تفهموا وجهه نظر السودان في دعم الوساطه الكويتية. واستبعد مصدر دبلوماسي عربي (فضل حجب اسمه) وصول أي مبعوث من مجموعة دول الخليج للبلاد، وأكد في حديثه لـ(اليوم التالي) أن علاقات محور دول الخليج السعودي والإماراتي والبحريني لن تتأثر مع السودان من الموقف في الأزمة الخليجية ومقاطعة قطر، وأن الاتفاقيات الثنائية القائمة ستمضي إلى منتهاها.
في كل الأحوال، يؤكد الحراك الدولي لحل أزمة الخليج؛ خاصة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بعد لقائه مع نظيره السعودي في واشنطون ووصول وزير الخارجية التركي إلى الرياض وتصريحات المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي، وكذلك المناورات البحرية بين قطر والولايات المتحدة، تؤكد أن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن أمن قطر ليس مجالا للمساومة، مما يجعل الأزمة سياسية محضة، وليست لها أي آثار أو لجوء لاستخدام القوة العسكرية ضد الدوحة.
وأكد مراقبون سياسيون أنه رغم صعوبة موقف السودان في هذا التوقيت الدقيق إلا أن الجهود الدولية تصب نحو الحل السلمي عن طريق التفاوض والحوار، وأن موقف السودان بدعم الوساطه الكويتية هو أفضل الخيارات الممكنة لسياسة السودان الخارجية في الوقت الراهن.

اليوم التالي

Exit mobile version