عزمي عبد الرازق: من دوافع الرئيس في التحاق طه بالديوان الملكي أنه سيهيء له مكان معتبر في السعودية يرتحل له في الوقت المناسب

تعيين الفريق طه في منصب مستشار الشئون الإفريقية للجبير دون إعلان ذلك بصورة رسمية تم بتنسيق كامل مع الرئيس البشير، وهى خطوة أولى لحجز مقعد للرئيس يأوي إليه متى غادر الرئاسة، وعلى سبيل المثال مقهى مقدس وهادئ يليق برجل سبعيني لديه مشاكل صحية وكل ما يتمناه مجاورة الكعبة والمدينة المنورة في أواخر عمره وبعد صفقة مع أمريكا تنتهي بشطب الجنائية مقابل ترك السلطة، ولذلك اندفاع البشير نحو المملكة هو خليط من العاطفة الدينية ومد الجسور نحو المستقبل، وقد ظل يردد على الدوام أن قتال الجيش السوداني في اليمن هو دفاع عن الحرمين، كما أنه يهتبل كل فرصة لأداء العمرة والحج مشحونا بأشواق خاصة ورغبة في الخلاص، ولذلك أيضاً ظلت أسباب إقالة الفريق طه طي الكتمان وكل ما رشح عن فساد وخيانة غير صحيح، الصحيح أن السعودية في مرحلة انفتاح كبير واستقطاب للأنظمة الحاكمة في حلفها، وهى أحوج الأن بشدة لخبرات الفريق طه وتحركاته، والصحيح أيضا أن المبعوث المؤتمن قدم استقالته أكثر من مرة إلى الرئيس البشير للعمل بجوار الملك القادم محمد بن سلمان، واليوم باتت الحاجة له ملحة لذلك أطلق الرئيس سراحه في خبر “سونا” الموسوم بأنه اعفاء وليس اقالة، وواحدة من دوافع الرئيس في التحاق طه بالديوان الملكي أنه سيهيء له حيز ومكان معتبر في السعودية يرتحل له في الوقت المناسب.

بقلم
عزمي عبد الرازق

Exit mobile version