زوجتي على أتفه الأسباب تزعل!! ماذا أفعل معها؟

السؤال
لدي زوجة على أتفه الأسباب تزعل وتذهب إلى بيت أهلها، وترفض الكلام معي، وتقوم بإقفال الجوال، وتكبر الموضوع، وأكبر مصيبة أنها تضع الحالة في “الواتس أب” عني، وتكتب عني كلاماً سيئاً، فيشاهد حالتها في الواتس أخواتي وصديقاتها، وعندما تتصل بي أختي وتقول زوجتك ماذا فعلت بها؟ وأقول لها: من الذي علمك؟ تقول: انظر لحالة الواتس وماذا وضعت. وتكره أهلي، ولا يعجبها عندما أقف مع إخوتي سواءً إذا عطيت أحد إخواني السيارة أو مالاً، وإذا ذهبت أطلب الرزق على السيارة لا يعجبها، وهناك الكثير من الأمور، فماذا أفعل معها؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن ما يحصل من زوجتك أمر مزعج حقاً، ولكننا ننتظر من أمثالك الصبر والعفو والصفح، وذاك ما تقتضيه الدرجة الواردة في قول ربنا: {وللرجال عليهن درجة} وهو أيضاً ما ينسجم مع وصية النبي الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً) ونسأل الله أن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئ الأخلاق والأعمال فإنه لا يصرف سيئها إلا هو سبحانه، وأن يصلح الأحوال ويحقق في طاعته الآمال.

ولا يخفى على أمثالك أن الشرع الذي يأمرك بالإحسان إلى أهلك هو الشرع الذي يدعوك إلى حسن معاشرة زوجتك، والموازنة مطلوبة في كل ذلك، وليس من الضروري أن تعلن عند زوجتك ما تقدمه من خدمات لأهلك، وتجنب المقارنة بينها وبينهن أو إظهار الحفاوة بها أو بهن أمام الطرف الآخر؛ فإن قلوب النساء تضعف أمام ذلك كله، واجتهد في بحث أسباب التوتر الحاصل، واستعن بالله في تجاوز تلك الأزمات والمخاطر، ووضح لها أضرار ما يحصل من نشرها لمشاكلها، وذكرها بأن البيوت لا تخلو من المشكلات، ولكن الناس يتكتمون عليها ويحسنون إدارتها بعد محاصرتها في أضيق نطاق.

وأرجو أن تعرض علينا نموذجاً من تلك المواقف، وتوضح لنا أسلوب تعاملك مع الموقف؛ حتى يسهل علينا فهم ما يحصل وتصوره، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، واعلم أن تفادي ما يضايق الشريك قاعدة أساسية في أساسيات ومهارات التعامل الناجح، كما نرجو أن تذكر لنا ما في زوجتك من إيجابيات، فعليك أن تتذكر حسناتها عندما ترد على خاطرك سلبياتها، وقد وجهنا النبي فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) واجتهد في مراجعة نفسك فنحن بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحار حسناته.

وأنت الرجل والقوامة بيدك، وتقدير مصالح الأسرة وتدبير أمورها بيدك، فاجتهد في توفير الحياة الكريمة بالعمل على سيارتك أو بغير ذلك من الأعمال المشروعة، ولا تقصر في القيام بحقوق زوجتك، وامدح ما عندها وما فيها من الإيجابيات، واجعلها مدخلاً إلى قلبها، وكن مستمعاً جيداً لآلامها وآمالها، واعلم أنها قد لا تحتاج الحلول ولكن المهم عندها هو وجود دعمك المعنىوي، وتقديرك لمواقفها، وإشعارها بالحب والأمن.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وننتظر منك مزيداً من التوضيح، ومن حقك المطالبة بحجب الاستشارة إذا كنت ستطرح خصوصيات، وأسراركم محفوظة، والمستشار مؤتمن، ونحن سعداء بتواصلكم مع موقعكم، ونتشرف بخدمتكم، ونسأل الله أن يوفقكم ويسعدكم.

د. أحمد الفرجابي
المشكاة

Exit mobile version