المدنية الحديثة تلقي بظلالها على الخرطوم !

اثناء فترة عملي في احد مستشفيات الخرطوم سابقا .. وعلى وجه التقريب في العام 2010 .. التقيت ب أحد الاستشاريين الخليجيين المداومين على زيارة السودان منذ مطلع الثمانينات ..

الاستشاري كان من كبار المختصين في جراحة الاوعية الدموية .. وعندما القينا عليه السؤال ” السوداني” المعتاد : كيف لقيت الخرطوم؟
رد علينا بغضب شديد : مو كويسة ! ?
اكتر شي كان يعجبني في الخرطوم انو مافي سيارات كثير ومطاعم قليل والناس تمشي على رجولها ! الحين في سيارات كثير ومطاعم كثير والناس ما تمشي على رجولها ! بعد 5 سنوات الخرطوم حا تحتاج جراحين اوعيه دمويه وجراحين سمنه !!

سمنة ؟! ? سمنة كيف بس !
كان حديثه ضربا من ضروب الخيال ..
وتهامسنا ان البوص دا شكلو هوا النيل دا ضربو ??
سمنة كيف في بلد فقيرة لا يجد الناس فيها قوت يومهم الا بالكاد!!

اليوم .. نتقدم بوافر اعتذارنا للبوص الخليجي ذو الرؤية الثاقبة!
ف المتجول ل ساعات في ازقه الخرطوم وشوارعها لن يستطيع الا ان يلحظ مطاعم الوجبات السريعه المتراصه على جنبات الطرق ..
شاورما البيت السوري .. بيرقر البيت المصري .. بيتزا البيت الايطالي .. وافل .. بان كيك .. كريب بالشوكلاته البلجيكيه !!

العاصمه تختنق وسط دخان عوادم السيارات ” اللي غالبا بقت اكتر من عدد الناس” .. عدد المشاة ومستخدمي ١١ خ في تناقص مريع !

الشوارع هادئة بشكل مرعب حتى الساعه ١٢ ظهرا !
صدق او لا تصدق .. ان البعض من سكان الخرطوم ممكن ” يجر النومه” حتى بعد الظهر ! بعد ان يكون قد امضى معظم فترة الليل في دهاليز الشبكه العنكبوتيه او في شارع النيل !! ” انتو بتلقو الحتات الهادئه في البيوت السودانيه دي وين عشان تنومو لي بعد الظهر” ??

زيادة ملحوظة في الاوزان ! خاصة في فئة ال young adults او الشباب الصغار ! قد يصل بعضهم الى السمنة المفرطة او حتى السمنة المهددة للحياة !

كل هذه العوامل وغيرها تصب في مجرى سيل واحد !
انتشار الامراضه المزمنة .. الضغط .. السكر .. السمنة .. انسداد الشرايين .. السكتات القلبية .. قلة الانتاج ” ايوه دا مرض مزمن” ?

عندما سئل احد المسؤولين في دولة الفلبين عن اهم موارد الدولة اجاب : اهم مواردنا ال Man Power ! او الايدي العاملة !

مطلوب ناس تشتغل على تحسين ال Life Style او اسلوب الحياة .. للمحافظة على المان باور حقتنا.

د. داليا كباشي