سؤال لـ(سلفاكير): أين شعبك الذي تستفتيه للمرة الثانية؟

ألقى رئيس دولة جنوب السودان الفريق “سلفاكير ميارديت” خطاباً قبل ثلاثة أيام في ذكرى الانفصال، كله مأساة ولم يجد مواساة لشعبه إلا أن يقول باسمه: (الجنوبيون سيختارون الانفصال لو أعيد الاستفتاء مرة أخرى)!
{ يا سيادة الرئيس من تستفتي وشعبك (8) ملايين نسمة؟ وطبقاً لبيانات الأمم المتحدة فإن الحرب الدائرة بين الدينكا والنوير قد شردت منهم (4) ملايين مواطن جنوب سوداني، وعدد القتلى الذين خلفتهم الحرب بينك وبين نائبك السابق دكتور “رياك مشار” خلال ثلاث سنوات ونصف السنة يفوق عدد الشهداء الذين زعمت أنهم ماتوا في حرب الاستقلال كما سميتها.

{ نصف شعبك لاجئون عندنا في السودان، يطلبون أن نؤمنهم من سطوتك يا “سلفا” إلا القليل من هذا النصف الذي لم تدع له الحرب طريقاً إلينا فذهب إلى دول جوارك الجنوبي والغربي.
{ أما النصف الذي معك فيفتقد الأمان والطعام وتضربه الكوليرا والأمراض الفتاكة إلا خاصتك من (الدينكا) في حكومتك.. بالله ركز في ورقك وحاول أن تنسى (الماندوكورات).

{ يا ريس “سلفاكير” (الماندوكورات) سلموك دولة بترولية وربنا أداك بلد جنة. وناسك كلهم (8) ملايين، لكن شي فطَّستو بالنار، وشي فطَّستو بالجوع، وشي فطَّستو بالمرض، وشي خلَّى ليك البلد وجانا راجع. وبعد هرستهم وقرَّبت تعدِّمهم نفاخ النار برضك ما بتقدر تزور “منقلا” أو “بور” أو “كُنْقُر كبير” حيث ولِد زعيمك وملهمك “قرنق” أو تزور “ملكال” زيارة معلنة. وهذه المدن والقرى كانت تمر بشواطئها أو بالقرب منها البواخر والشاحنات التي تحمل الخيرات من الشمال إلى الجنوب.

{ وإذا كان في استفتاء تاني- لا سمح الله- ما ح يكون على الانفصال، بل سيكون على الوحدة لكن هذه المرة أطمئنك أن (33) مليون سوداني سيكون لهم حق الاختيار وسيختارون البقاء في دولتين، رغم أن نصف شعبك لا زال يقاسمنا اللقمة وأنت توظف ثرواته في الحرب علينا وعليه!
{ قال “سلفاكير” في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة لانفصال دولة الجنوب: إن شعب بلادنا ليس نادماً على التصويت لصالح الانفصال عن دولة السودان. (الله لا جاب الندامة) لكن (العود كان ما فيه شق ما بقول طق) هسي الجاب سيرة الندامة منو غيرك؟! خطابك كله عن المجاعة والحرب ما فيه إنجاز واحد! وحتى وعودك لشعبك بعد ست سنوات من (الاستقلال) كما سميته، هي دون الأماني التي مَنَّتْ بها الحركة الشعبية- قبل الانفصال- شعب الجنوب المغلوب على أمره.

{ ومهما حاولت أن تستعيد العدو المشترك (نحن) لتوحِّد به شعبك فلن تستطيع يا ريس “سلفا”. فنحن قد وعينا الدرس. ولا يهمنا إن كنت نادماً أو لم تكن؛ إنما يهمنا أن ندعوك لاسترجاع نصف شعبك من بلدنا لتمنحهم الحرية التي قلت إنك قاتلت من أجلها.. كيف ترضى لنصف شعبك أن يعود لحياة اللا حرية بيننا؟!

{ كما يهمنا أيضاً أن نرى يدك التي تمتد لتخريب بلادنا تنكسر كل يوم بيدك الأخرى، لقد مكثت بيننا نائباً أول لرئيس السودان ولم تقم بعمل واحد يدل على أنك مواطن صالح يسعى لخير ووحدة بلده، لذلك ظللت متمرداً داخل القصر الجمهوري لمدة ست سنوات.
{ كل عام وأنتم في ذكرى (9 يوليو)- ذكرى الانفصال- غير نادمين.

الهندي عزالدين شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version