البشير يبقي صاحب الاثر الاكبر والنصيب الاوفر في البناء وتغيير وجه السودان

لعلي لست نزق التفاكير حينما اترفع برهة عن مراراتي الشخصية وأجلو البصر علي حالنا في السودان ، افج ظلال عتمة الحنق التي وفرتها الاسافير لحوائط البكاء والتلاعن ، حتي صار القوم في السودان كأنما يتمثلون قول الراحل عبد الرازق عبد الواحد (تـَعـَثـَّرَ أهلـُه ُبَعضٌ ببَعض ، ذبيح غاصَ في دَمِه ِذ َبيـحُ !) .

الكل يلطم فان لم يجد معينا ناح من يري حشود الحانقين ، ينسي أن بعضهم يبلغ اهله في سويعات علي طرق معبدة ، امتدت مثل الاوردة في أزرع الوطن الفسيح ، تصحو فجرا وتدرك الظهر في (مروي ) و(شندي) وربما (دنقلا) ، طلاب بخت الرضا إنتقلوا علي الفارهات من البصات الي الفاشر وبقاع لم يكونوا بالغيها الا بشق الانفس وشح الزاد والثمرات ان كانت غضبتهم في عهود مضت ، يوم ان كان طلب الوصل لا يتاح الا من فوق (لوري) او بانتظار صافرة قطار (الاثنين) حينما ينطلق (مشترك نيالا) من محطة الشجرة ، بالمناسبة ولعلم الجميع فإن السكة الحديد قد طمرت خطوطها بالاهمال قبل أن يذيع البشير بيانه ولكن الناس جبلوا علي الدجل وجدل المغالطات.

السودان في كثير من الجوانب افضل ويتطور ، نحن في الاتصالات خدمات وتسعيرة أفضل من بلد مثل (رواندا) نحن في الخدمات الصحية وكفاءة المعدات والكادر العامل افضل من اثيوبيا ، هذه حقيقة تدل عليها مفاخر شباب سوداني تدير اطقم منه افضل مستشفيات اثيوبيا ، جلست اليهم وسمعت منهم ، نحن في خدمات الكهرباء افضل من مصر بكل قوتها وطاقاتها وبنيتها التحتية ، انظروا لخدمة الكهرباء وتوفر امدادها منذ العام 1998 والي الان ونحن ندخل ونقترب من العام 2018 تلك ما يقرب من العشرين عاما اين كنا ، كنا في ليلة قصف مصنع الشفاء نعيش في إظلام وقطوعات دفعت ببعض الاحياء الي الشوارع قبل ان تتجه ذات الحشود الي السفارة الامريكية بالخرطوم بشارع علي عبد اللطيف ، اذ لن تكون طيبا ان اطلق احدهم عليك النار.

الاف مؤلفة تخرجوا من جامعات كردفان والقضارف ، والشمالية والجنوب القديم وكسلا ، في علوم ومعارف شتي ، منهم من نال عيشه داخل الديار ومنهم مجتهد طلب المهاجر ، ولا اقول في عموم الحال انه راق وطاب ولكنه بمعايرة الانصاف ونزع دهون الاستياء اصالة او وكالة أفضل ، لا يحدثني احد عن القطيعة الخارجية وانقطاع أرجل الرؤساء ، فمنذ ان غادر (النميري) هلك خف هؤلاء وحافرهم ، ان كانت امريكا فان اخر من وصل من الرؤساء كان ( ريغان) والذي هبط علي مدارج (العيش) وتلال جوالات الاغاثة ، هناك الان غلاء وازمة اقتصادية لكنها لبست افدح مما عاصرناه وشهدناه.

نحن أجيال العسرة الذين بلغوا مبلغ الرجال في صفوف الرغيف والوقود وارصفة بوابات السفارات حينما كان البعض يقف من أذان الفجر للحصول علي (فورم) تاشيرة ، وهذا حدث قبل الانقاذ وشاهدناه ، لا افترض عصمة من الخطأ لتجربة الحكم حاليا ، فيها مجتهد وظالم لنفسه وسابق بالخيارات وفيها اللص والمتسلق وصاحب الحاجة بالنفاق ، هي سمات من بعض قواعد لعبة الانصبة والمحاصصة شهدنا عشرات من رفعوا السلاح والنضالات ، عادوا لم يكن مهر احدهم بناء حائط في مدرسة ، او اقامة ظل في ريف او عطاء لمساكين في فلاة ، فصلوا مؤخراتهم علي قياس مقاعد خصصت لهم فجلسوا واعجزهم القيام !.

والبشير طال الزمن ام قصر سيذهب، ان لم تزحه تقديرات الزمان فالموت نهاية الاولين والاخرين لكنه يبقي صاحب الاثر الاكبر والنصيب الاوفر في البناء وتغيير وجه البلاد ومن يقول بغير هذا متحامل وغير منصف ، وهذا ما اظنه واراه ، دون ان ينقص من حق الاخرين في المخالفة ، انا ديمقراطي ومنفتح واحتمل الراي الاخر ?.

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version