تاجر: الناس ما بيشتروا.. وسعر الخروف السنة دي ما أقل من (4) آلاف جنيه

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، فإن هاجس الحصول على خروف للأضحية (تقر به أعين الأطفال والزوجة) وتُنجز فريضة دينية من أكثر ما يؤرق الأسر السودانية هذه الأيام، خاصة مع تواتر أنباء عن ارتفاع أسعار الأضاحي إلى أرقام وصفها البعض بالفلكية.. ولكن يبدو أن كثيراً من ربات البيوت والأسر لا يقبلون بغير (خروف) أقرن أملح لضحية هذا العام، ويتداخل بالتالي الواجب الديني والاجتماعي ليصبح الخروف فرض عين على رب الأسرة بما يتطلبه الواجب الديني ثم حسب العرف السوداني الذي ساد مؤخراً.

لمعرفة حال (مملكة الخراف) تجولت (الديوان) في سوق الخراف بأم درمان لتنقل تفاصيل أضحية قادمة خلال الأيام التالية تحتشد بالتفاصيل المثيرة بسوق القلع الذي يعدّ من أقدم أسواق بأم درمان وبدا أن كثيراً من تجاره يرقبون حركة الناس من طرف خفي لعلهم يظفرون بزبون قبل حلول أيام (الزحمة).. وحاورت بعض التجار ونقلت أسعار الخراف وأنواعها.

في طرف السوق كان تاجر الخراف “محمد أحمد” يراقب حركة الناس بعينين متابعتين، اقتربنا منه وظن في بداية الأمر أننا بصدد شراء خروف لكننا أخبرناه بهويتنا الصحفية، ورغم الخيبة التي بدت على ملامحه وأن (زبون طار)، إلا أنه تحدث معنا ببسمة كبيرة وقال: (السوق دا اسمه سوق القلع وبسموه تاني سوق أبو سعد الأول وعمره أكثر من أربعين سنة وهو من أقدم أسواق المواشي بأم درمان). وأوضح أن الخراف تأتي إليهم من منطقه (دونكي أم سرحة) ومن ثم إلى السوق الهواري، ومنه يتم ترحيلها إلى سوق ليبيا بمنطقة (الزريبة) ومن ثم يتم توزيعها على أسواق الخرطوم وأم درمان وبحري، وتابع: (ونحن واحد من الأسواق البتجيب خرافها من الزريبة).

وعن ارتفاع أسعار الخراف لهذا الموسم أبان “محمد أحمد” في حديثه لـ(الديوان) أن الخراف يتم تصنيفها حسب النوع، فهناك النوع (الكبير) ويبلغ سعره (3) آلاف جنيه وهناك النوع (المتوسط) الذي لا يتجاوز سعره (2) ألف وأربعمائة جنيه، أما النوع الثالث فهو يسمى (الخفيف) وسعره ألف وثلاثمائة جنيه، بينما أقل الأنواع سعراً ويسمى (العبران) فسعره لا يتجاوز ألف جنيه.

ولفت “محمد أحمد” إلى أن أكثر المشاكل التي تواجههم وتؤدي إلى ارتفاع أسعار الخراف تتمثل في ارتفاع كلفة الترحيل المحلي من الزريبة الكبيرة إلى الأسواق الداخلية، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الضرائب التي تؤخذ على (الرأس الواحدة) وتبلغ قيمتها (5) جنيهات، كما أن إطعامها أيضاً تكلفته مرتفعة جداً، وتأكل الخراف ثلاثة أنواع هي: (الدريش، الذرة والبرسيم)، مشيراً إلى أن أكل مائة رأس يكلف ألف جنيه.

وأوضح التاجر “محمد” أن هناك عدم إقبال على شراء الخراف لهذا الموسم، مبيناً أن كثيراً من المواطنين يأتون لمعرفة سعر الخروف فقط ولا يشترون، وأردف: (في ناس بجوا تلاتة مرات في اليوم)، موضحاً أن الخراف الموجودة الآن ليست خراف أضاحي، كاشفاً عن أن خراف الأضاحي ستصلهم في غضون الأيام القادمة.
وقطع “محمد أحمد” أن أسعار خراف الأضاحي لهذا الموسم قد تصل أسعارها إلى (4) آلاف جنيه للخروف الواحد، عازياً زيادة أسعارها لهذا الموسم إلى ارتفاع سعر الأكل، بالإضافة إلى تأخر الخريف في هذا الموسم.

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version