خاصمت ضجيج السيارات وصياح الباعة الجائلين.عيد (الأضحى) في (الخرطوم ) ..موسم الهجرة إلى الولايات..

مع اقتراب العد التنازلى لوقوف حجاج بيت الله الحرام بعرفة بوصفه الركن الأعظم للحج، اليوم التاسع إلى طلوع الفجر من ليلة النحر (الجمعة) اول ايام عيد الاضحى المبارك ،بدأ المشهد مألوفا ويكاد ينطبق وقع الحافر على الحافر من مشهد عيد الاضحى الماضى مع اختلاف طفيف لايفسد التشبيه ،والهجرة العكسية من العاصمة (الخرطوم) الى ولايات السودان المختلفة تنشط بشكل يفرض واقعا جديدا بما فيه من تدابير واحترازات تبحث فى توفير الامن والسلامة لمن اثروا البقاء او حزموا حقائبهم واغراضهم ميممين شطر الولايات للقاء الاهل والاحباب .

التفويج …مؤازرة صافرة المرور
طرق الاسفلت التى تتلوى فى جسد ولايات السودان السبع عشرة ضجت بحركة المسافرين جماعات ووحدانا داخل المركابات الخاصة والعامة لتفرض حالة استثنائية على ادارة شرطة المرور دفعتها لمؤازرة صافرات المرور واشاراتها ورجالها المنتشرين ، باستبقاء رحلات السفر من العاصمة الى الولايات في ما عرف بالتفويج اتقاء الحوادث ومآسيها حفاظا على سلامة المواطنين فى ايام يجتمع فيها الشتيت ويقترب فيها البعيد ويعود فيها الغائب.
باسبار دفع الله باسبار مساعد المدير العام لميناء الخرطوم البرى فى حوار مع الصحيفة ينشر اليوم قال ان عدد الوافدين للميناء البرى فى الايام العادية يتراوح ما بين 15 الى 20 الفا بينما يصل الى 50 الف مسافر فى اليوم الواحد .
زيادة تذاكر السفر
ربما فى شئ من المنطق يبرر المسؤولون فى ادارة النقل البرى بالتنسيق مع غرفة اصحاب المركبات والبصات السفرية ، الزيادة المفاجئة التى تطرأ على ثمن تذاكر السفر من العاصمة الى الولايات والتى تتجاوز احيانا الـ 25% ،خارج اسوار موانئ الترحيل ،بأن فى الزيادة محاولة لتعويض ما يفقده اصحاب المركبات العامة بإسراعهم فى رحلة العودة دون انتظار راكب او اقتفاء اثره على جانبي الطريق للحاق بسوق المسافرين الذين تكدست حقائبهم فى باحة موانئ السفر الجافة بمحليات الولاية المختلفة افترش بعضها الاطفال واستند عليها اخرون .
على مضض وبقناعة غير مكتملة يبتلع المواطنون زيادة اسعار التذاكر الملقاة على عاتق (جيبوهم) والتى انهكها ثمن الاضحية وتبعاتها ومحاولات تكملة ما نقص من مكملات فرحة العيد للنساء والاطفال ،ولكن اخيرا يبدو انهم يجدون العزاء فى لحاق (لمة) الاهل والاحباب والاصحاب واداء احدى شعائر الدين الحنيف.
المواطن عمر يس المعروف بـ (ود الجزيرة) قال لـ (الصحافة) ان الزيادة سنوية فى تذاكر المركبات العامة رغم انها موضوعية الا انها (صعبة) على المواطنين ،مشيرا الى ان حركة المواطنين الى الولايات فى الغالب تكون فى شكل اسر ومجموعات من النساء والاطفال واستطرد : لذلك تشكل زيادة التذاكر عبأ يضاف الى اعباء العيد والاحتياجات الاخرى .
المسؤولون فى الغرفة الفرعية للبصات السفرية بولاية الخرطوم اكدوا استعدادهم لتفويج كل المسافرين من العاصمة الى الولايات المختلفة ،واشاورا الى جاهزية توفر 2019 بصا سفريا لنقل المسافرين ، فيما ابدت غرفة الحافلات السفرية استعدادها لنقل المواطنين فى كل انحاء العاصمة دون التقيد بالخطوط السفرية.
التفويج بوصفه احدى الاليات المستحدثة للتقليل من الحوادث المرورية اثبت نجاحا ملحوظا فى اهدافه.
وتشير سجلات الإدارة العامة للمرور الى توفر (200) ضابط و(2500) من ضباط الصف والجنود،منتشرين على طرق المرور السريع للمشاركة في تفويج المركبات لضمان سلامة المسافرين الى الولايات بجانب نشر (29) عربة إسعاف تحسبا لوقوع الحوادث.
قرار النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن بكرى حسن صالح سار فى ذات المنحى وهو يوجه بتحديد حمولة المركبات الصغرة حفاظا على ارواح المواطنين وأن لا يتجاوز حملها العشرة بدلا عن (14) راكباً، وعدم حمل العفش في سقف المركبة، والالتزام بموجهات وضوابط المرور السريع.
صياح الباعة وضجيج السيارات
مغادرة افواج المسافرين يقابلها باضطراد انحسار فى حركة الباعة الجائلين فى اسواق محليات الخرطوم بشكل ملحوظ ، تنخفض معه اصواتهم بنداءاتها المحببة حينا والمستفزة احيانا بإلحاح يعرضون بضاعتهم خوف البوار ، ومعها يخف ضجيج اصوات محركات السيارات وابواقها وفرقعة اطاراتها على الطرق الاسفلتية التى تستفيد هى ايضا من عطلة العيد التى حددتها الدولة احتفاءا واحتفالا به .
بخلاف اللحوم ،تشهد المواد الاستهلاكية انخفاضا طفيفا فى الاسعار بفعل مغادرة اعداد مقدرة من سكان العاصمة للولايات والمقدرين بنحو تسعة ملايين نسمة ، بجانب وفرة ملحوظة فى المواصلات العامة والخدمات من كهرباء ومياه لانخفاض الطلب.
بعض ممن اضطروا على تلقى تهانئ المعايدة بالعاصمة ، يفرحون لمقدم العيد لكنهم لايخفون حسرتهم على انه فاجأهم بعيدا عن اهلهم بالولايات ، بيد انهم رغم ذلك يستمسكون بأمل القادم واستجابة الدعوات فى الايام المباركات.
حركة ملحوظة ايضا للاجانب وحدانا وزرافات بألوانهم المميزة لدولهم من الجوار ، يهرعون الى الاماكن العامة والملاهى للترويح و التسلية يشاطرون من بقي من المواطنين فرحة العيد.
استمرار سيل تدفق القادمين من ولايات السودان المختلفة ودول الجوار الى العاصمة يصعّب من امكانية توفير احصائيات دقيقة عن عدد قاطنى الولاية ، ولكن هناك شبه اتفاق على انها تحتضن ثلث سكان السودان بحوالى ثمانية ملايين نسمة بخلاف اللاجئين وضيوف البلاد .

متوكل أبوسن
الصحافة

Exit mobile version