(قاطعوا) أحمد فتح الله

عندما حذَّرتُ قبل أشهر الفنان الشاب أحمد فتح الله من مغبة وخطورة ما يقوم به من تصرفات صبيانية وسلوك غير مسؤول، خرج عليَّ الكثيرون وهاجموني بشراسة، مؤكدين أنني أحارب المواهب الشابة واستهدف الإشراقات الشبابية الجديدة، وأذكرُ أن الانتقادات التي تكالبت عليَّ في ذلك الوقت، لم تقتصر على جمهور ذلك الشاب وحسب، بل وصلت إلى زملاء إعلاميين قاموا بالوقوف ضدي ولم يعلموا أنهم في ذلك الوقت قد وقفوا ضد مصلحة ذلك الشاب الذي بات مؤخراً مثيراً (للشفقة) وليس (الجدل).

نعم، صار الشاب أحمد فتح الله خلال الأيام الماضية مثيراً لـ(الشفقة) وهو يراهن على إثارة الجدل لكي يصل إلى القمة، ذلك السلوك الخاطئ الذي يعتقد كثيرٌ من الفنانين الشباب الجدد أنه أقرب طريق للوصول للشهرة، وماعلموا أنه أقرب الطرق التي تؤدي إلى (الافول) وتقود إلى (هاوية النسيان).

ما الذي حدث لذلك الشاب.؟.. ومن الذي أخبره أن ما يقوم به من أفعال، وما ينتج من (فيديوهات مسيئة) سيجعله فناناً جماهيرياً..؟.. ومن هو المسؤول عن ضياع موهبته، ومن الذي خدعه وأوهمه بأن (الإساءة) للناس ستجلب له (الإحسان)؟

صدقوني، التصرفات التي يقوم بها أحمد فتح الله مؤخراً والفيديوهات (المقرفة) التي يقوم بتسجيلها بصورة شبه يومية، أكدت لي تماماً أننا نحتاج وبصورة عاجلة إلى مراجعة أنفسنا، وأن نحكِّم ضمائرنا ونعترف وبصورة مباشرة، بأننا نتحمل جزءً كبيراً من هذه (المهزلة)، وذلك ببساطة لأننا قمنا- بطريقة غير مباشرة- بالترويج للسلوكيات الخاطئة لذلك الشاب، وذلك عبر أخباره التي نوردها عبر صفحاتنا، تلك الأخبار التي تشكل له (دعاية مجانية)، وتجعله يستمر في سلوكياته الخاطئة.

وكما نحن، فالقنوات الفضائية أيضاً تتحمل معنا جزءً من المسؤولية، وهي تفرد المساحات الواسعة لذلك الشاب لكي (يبرطع) داخلها، بالرغم من أن تجربته الفنية لم (تنضج) بعد، ولم تصل إلى المستوى الذي يجعلها قادرة على اقناع المشاهد الحصيف، والذي يميِّز جيداً بين الفنان (الحقيقي) والفنان صاحب (الوزن الكاذب المؤقت).

المجتمع أيضاً يجب أن يتحمل معنا جزءً من المسؤولية، وهو يعلن مؤخراً عن تقبله ذلك الشاب من خلال تعاقد الأسر معه لإحياء حفلات زواجها – بالرغم من المشاكل المتعددة التي ظلت تجنيها تلك الأسر بسبب عدم التزام ذلك الشاب في الحضور في مواعيد الحفل- وبالتالي، مساهمته في افساد ليلة عروسين كانا يرتبان لها لسنوات طويلة، تلك الليلة التي تنتهي بأحزان ودموع بدلاً من أن تنتهي بـ(ابتسامة).!

دعونا اليوم نترك أمر ذلك الشاب ونتحدث عن أنفسنا.. دعونا اليوم نعترف ونقول وبصوت عال إننا كنا (أدوات) استغلها ذلك الشاب ليصل إلى مبتغاه، دعونا اليوم سادتي نقف قليلاً ونصحح مسارنا، وأن نعلن جميعاً عن مقاطعتنا لكل أخبار ذلك الشاب وكل (سلوكياته) كذلك، فلا يوجد أي حل منطقي لانهاء هذا (العبث) الذي يدور الا بـ(التجاهل)، إن لم يكن من أجل مصلحة الفن السوداني، فمن أجل (هيبتنا) و(كرامتنا) التي ظل يمرغها ذلك الشاب بـ(تراب فيديوهاته) كل صباح جديد.

قبل الختام:
قاطعوا أحمد فتح الله.. قاطعوا أخباره في الصحف.. قاطعوا (فيديوهاته المسيئة) ولا تمنحوها أي تعليق أو إهتمام.. قاطعوا ذلك الشاب في تعاقدات حفلاتكم الخاصة فأمر التعاقد معه هو (قنبلة موقوتة) ستدفع ثمنها في النهاية الأسرة التي تقوم بذلك الأمر.. كما يجب أن تقوم الفضائيات (المحترمة) أيضاً بمقاطعته تماماً، وعدم إفراد أي مساحة له، فالفنان الذي يسيء إلى (جمهوره) وإلى الشعب بتلك الطريقة (السمجة) لا يستحق على الإطلاق أن يُمنح (ذرَّة) إهتمام.

شربكة أخيرة:
أنا شخصياً سأكون أول المبادرين لمقاطعة كل ما يتعلق بذلك الفنان، سواء عبر الصحيفة (المحترمة) التي أكتب بها، أو عبر كل الصفحات الاسفيرية الخاصة بي، والتي يبحث جمهورها عن محتوى (محترم) للنقاش والتداول حوله، بينما أتمنى من كل قلبي أن تنجح مبادرة (مقاطعة أحمد فتح الله) وذلك لكي لا يُولد غداً (بندول) جديد يسبب المزيد من (الصداع).!.. (الا قد بلغت.. اللهم فأشهد).

بقلم
أحمد دندش

Exit mobile version