أبراج الحاج آدم.. وأبراج الحمام!

تحت قبة البرلمان طالب العضو البرلماني ونائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم يوسف بتشييد أبراج سكنية لأعضاء البرلمان مقترحاً ذلك أثناء مداولات البرلمان لتقرير رئيس المجلس، وطالب بتعديل القوانين واللوائح بأن يعتمد سكن البرلمانيين وخاصة القادمين من الولايات، نظراً لمعاناتهم بشأن السكن داخل الخرطوم، مطالباً الحكومة بمخططات سكنية تابعة للمجلس الوطني، مقترحاً خطة مستقبلية، ذلك لحل مشكلة سكن النواب بصورة جذرية.
في البدء لا يمكن تصديق أن هذا الحديث يصدر من نائب برلماني وقيادي في المؤتمر الوطني كان نائباً للرئيس في يوم ما.. ولهذا فلا أحد يزايد على شخصه بهذه القدرات المتواضعة في وصف المشاكل واقتراح الحلول لها..

وهذا ربما يفسر الى أي حد كانت مؤسسات الرئاسة عاجزة وفاشلة وأن الحاج آدم لا أحد يتذكر له أي قرارإت أو توجيهات اصدرها كانت ذات جدوى أو محتوى… ومثلما دخل مؤسسة الرئاسة خرج منها.. لا يلوى على شيء. درج المجلس الوطني على تخصيص قطع سكنية لأعضائه. ومنهم من ينال منزلاً من طابقين، بالتقسيط المريح، أو من فلل السكن الاقتصادي وبالتقسيط أيضاً.

والبعض ممن ظلوا أعضاء دائمين في المجلس ومنذ أكثر من خمسة دورات (عشرون عاماً) ينالون في كل مرة من القطع السكنية والزراعية والتجارية.. أما بناء أبراج فهذه لم يسبق الحاج آدم فيها أحد من العالمين وهي تكشف بجلاء فهم الرجل وهو يتصور أن عضوية المجلس هي خدمة مستديمة لكثرة بقاء غالبية الأعضاء.. أعضاءاً لسنين طويلة.

الحاج آدم ربما لم يسمع بأن والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين قد قال: (الحتات كلها باعوها)، وفي قول لآخر العقارات الحكومية رهنوها.. ولعله لم يسمع بأن قبيلة الصحفيين (السلطة الرابطة) بالكاد حصلت لعضويتها قطع سكنية في أطراف الخرطوم بحيث يعجزون عن سكناها والاستفادة منها لأنها تفتقر للخدمات الأساسية..

غض الطرف عن اقتصادية المقترح وجدواه، السؤال هو أين سيجد الحاج أرضاً فارغة ليقام عليها البرج..
في ذات الجلسة طالب رئيس المجلس بتقليص عدد نواب البرلمان ربما لتخفيف آثار صدمة تصريحه السابق بأن جل الميزانية سيذهب للأمن والدفاع… الناس في شنو والحاج آدم في شنو؟ دي لو أبراج حمام مافي حتة فاضية.

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة

Exit mobile version