*ولا نتحدث عن الهجرة إلى الخارج..
*فهي ليست ذات موسم واحد… وإنما مواسم على مدى سنوات (التمكين)..
*فعملية التمكين هذه كانت ذات (قوة طرد مركزية)..
*ومن (المطرودين) هؤلاء من هاجر… ومنهم من هام على وجهه… ومنهم من مات غبناً..
*ولا نتحدث كذلك عن موسم الهجرة إلى الشمال..
*فصاحب هذه الرواية الخالدة هو صاحب العبارة الخالدة (من أين أتى هؤلاء؟!)..
*ولكن لا موسمه… لا عبارته… يعنيانا في شيء هنا..
*وإنما الهجرة التي تعنينا… ونقصدها… هي الخاصة بالرجوع إلى الماضي..
*فموسم الهجرة إلى الماضي هذا هو الذي نعايشه الآن..
*هاجرنا ببدعة البكور (17) عاماً إلى الوراء لنرجع إلى محطة الزمن القديم..
*أو محطة الزمن الحقيقي… لا (المشاتر)… ولا (المكاجر)..
*واحتجنا إلى ما يقرب من عشرين عاماً لنكتشف خطأً كان يمكن تصحيحه في ساعات..
*أو المتحكمون في (زماننا) هم الذين اكتشفوا هذا الخطأ (الزمني)..
*وهاجرنا بفضيحة السلم التعليمي (الثعباني) ستة وعشرين عاماً لنرجع إلى السلم الأول..
*واحتجنا إلى كل هذا (الزمن) لنكتشف اعوجاج السلم..
*لنكتشف أنه سلم يهبط بمستوى تعليمنا نحو (الأسفل) ولا يصعد به إلى (الأعلى)..
*لنكتشف أنه أسوأ… وأغرب… سلم تعليمي في العالم كله..
*أو أن الذين اكتشفوا هم من (نجروا) خشب السلم بما يشبه منشار (سفاح كنساس)..
*فكان من ضحاياه عشرات الآلف من الفاقد التربوي..
*ولا نعني الفاقد التربوي كمصطلح يرمز إلى الذين يتساقطون من سلالم التعليم..
*وإنما نعني به حتى الذين تسلقوه… أو ما زالوا يتسلقون..
*بل وحتى الذين أوصلهم… أو وصلوا به… إلى ما نطلق عليه مجازاً (شهادات عليا)..
*فحملة الماجستير والدكتوراة أنفسهم فاقد تربوي… الآن..
*وتتواصل مسيرة الهجرة إلى الماضي في موسم التعقل الفجائي هذا..
*ولا ننسى الهجرة إلى ما قبل نقطة (دنا عذابها)..
*فبعد قرابة الثلاثين عاماً من مناطحة الصخر اكتشفنا أننا نحن الذين (تعذبنا)..
*ولا ندري ما هو القادم الذي سنُهاجر به إلى ماضيه..
*أو إلى ماضينا الذي كنا به… وعليه… وفيه….. قبل فلسفات التجريب الخاطئة..
*ويمكننا أن نقول : قبل التعلم (الثوري) لحلاقة الرؤوس..
*رؤوس الناس… والاقتصاد… والسياسة… والتعليم… والإدارة… وحتى (الزمن)..
*طيب ؛ هل هذه الهجرة تستحق تشجيعاً أم تشنيعاً ؟!..
*والإجابة : بل تستحق تشجيعاً حتى وإن أتت متأخرة (أكثر من اللازم)..
*وأي شيء خلاف ذلك قد يؤدي إلى استشعار (العزة بالإثم)..
*وندفع – من ثم – أثماناً أكثر من التي دفعناها إلى الآن جراء القرارات الخاطئة..
*فربما يستمر موسم الهجرة العكسي إلى أن نبلغ لحظة (الإنقاذ)..
*ويتحقق شعار (رجِّعونا !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة