مرشحة مدينة آيوا “مزاهر صالح” السودانية الاصل.. الطموح يعبِّد طريق الكونجرس

وهي تقود سيارتها متوجهة نحو اجتماع عمل يقع ضمن حملتها الانتخابية، على حد قولها، مزاهر صالح المرشحة ذات الأصول السودانية، لمنصب رئاسة مدينة آيوا الأمريكية أجابت عن جميع أسئلة (السوداني) مع احتفاظها باحترام الوقت وما يتبعه من التزمات قادتها للاعتذار عن مواصلة الحديث بحكم دخولها في اجتماعٍ آخر..

من هي مزاهر؟
مزاهر نافست في أحلامها الشباب، فلم يقف حلمها كأنثى عند حدود الفستان الأبيض وفارس الأحلام، بل ظل حلمها أن تبني بيتاً صغيراً لأسرتها وأن توفر وضعاً أفضل لأخوانها الصغار، لأن الأقدار لم تمهل والدها (صالح)، الذي رحل عن الحياة منذ وقت بعيد.. مزاهر تمرَّدت على واقعها بالبلاد قبل أن تعصف بها تيارات الحياة منذ خمسة عشر عاماً، لتغادر الحاج يوسف منطقة المايقوما نحو الولايات المتحدة الأمريكية بعد تخرجها في جامعة السودان- قسم الهندسة المدنية..
وبذات الملامح السمراء تمسكت مزاهر بخمارها الذي يغطي رأسها، بكل عزيمة وإصرار دفعت بنفسها للترشح في منصب رئاسة المجلس في مدينتها الجديدة آيوا، واضعة برنامجاً انتخابياً وصفته بالمتكامل، تراهن على أنه سيمهد لها دخول مجلس البلدية ثم الولاية فالكونجرس.

العينُ على الكونجرس:
المرشحة لرئاسة مجلس مدينة آيوا الأمريكية مزاهر صالح، يدعمها الديموقراطيون، وطبقاً لحديثها لـ(السوداني) أمس، فإن حظها في الفوز كبير جداً بحكم الأنشطة والأعمال الخيرية التي تقوم بها ما جعلها محبوبة ومشهورة على نطاق واسع من المدينة..
طموح الفتاة لم يقف عند حدود معركتها القادمة، بل تجاوزه، اذ تطمح مزاهر في الوصول إلى الكونجرس الأمريكي وتضيف: بإذن الله، بعد أن اجتاز انتخابات المدينة سأنتقل للبلدية ثم الولاية بأكملها. وأكدت أنها تأمل في عبور كل هذه المحطات حتى تصل إلى الكونجرس. واعتبرت أنها الآن تنافس على منصب يقابل منصب والي الولاية في الخرطوم.
صوت مزاهر الممتليء طموحاً وعزيمة وإصرار لم يخلو من الإرهاق، خصوصاً وأنها تقود حملتها الانتخابية بنفسها، ساعدها في ذلك ما اكتسبته من خبرة بحكم نشاطها في العمل الطوعي بالولاية كما أنها من مؤسسي مركز العدالة للعمال البسطاء.
الاعتماد على البرنامج
استطاعت المرشحة بقدرتها ونشاطها في العمل الطوعي أن تصل بعلاقاتها إلى أعلى المستويات في السلطة التنفيذية وحتى الكونجرس، وتضيف: بمقدوري أن أجمع بين الضعفاء وأصحاب القرار حول طاولة نقاش واحدة ليتوصل من خلالها جميع الأطراف لحلول مُرضية.
عملها على نُصرة الجميع وخدمة الطبقة الضعيفة ساهم في بروزها كقائدة، كاشفة عن أن مقياس النجاح في تلك الانتخابات يعتمد على نوعية البرنامج الانتخابي المقدم وطبيعته وأهميته، ولا يعتمد على أي شيء آخر. قاطعة بأن المراهنة على البرنامج يوصد الباب أمام أي حديث عن أن مقياس النجاح ربما يكون النوع أو الجنسية أو الدين أو غيرها من الأسباب غير الموضوعية.
وتذهب مزاهر إلى أنها تجد الدعم من كل الطبقات خصوصاً الشرائح الضعيفة ذات الحقوق المهضومة، كما أنها تحظى بحُبٍ كبير من جميع المستويات وهي تأمل في النجاح لتحقيق كل الأحلام.

لا علاقة للعقوبات
المحلل السياسي السوداني بالولايات المتحدة الأمريكية بابكر فيصل في حديثه لـ(السوداني) أمس، يرى أن النجاح في انتخابات المحليات والولايات في أمريكا لا يرتبط بالسياسة الخارجية للبلد، وإنما ينبني بالكامل على طرح المرشحين للقضايا التي تهم الناخبين في المحليات والولايات، وهي في الغالب قضايا مرتبطة بأمور مثل التعليم والمواصلات وإصلاح الطرق العامة والحدائق والأماكن الترفيهية والخدمية المختلفة، وغيرها من القضايا التي ثؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، وقطع بأن الأمر لا علاقة له برفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، كاشفاً عن أن غالبية الناخبين في المحليات والولايات قد لا يكونون على علم بموقع السودان في خارطة العالم، ولذا، فإن موضوع رفع العقوبات لا يؤثر على الاطلاق في تشكيل الرأي العام والتصويت في الانتخابات.

عن مدينة آيوا
مدينة آيوا تحظى باهتمام ملحوظ دون غيرها من المدن الأمريكية، وطبقاً لتقارير إعلامية سابقة فإن المدينة تقيم كل أربع سنوات انتخابات، ويجتمع فيها الناخبون لاختيار مندوبين يمثلونهم في مجلس الولاية، وهو أولى المجالس الانتخابية الرئاسية في البلاد، حيث يمثل هذا المجلس بالترافق مع الانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية نيوهامبشر التي تقام بعد أسبوع من انتهاء المجالس في آيوا في سباق الانتخابات التمهيدية الرئاسية لأكبر حزبين أمريكيين هما الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري ليختار كل حزب منهما مرشحاً يمثل حزبه في الانتخابات الرئاسية للبلدية، التركيب العرقي لسكان الولاية الأمريكية يتكون من عدد من الأجناس في مقدمتها: أمريكيون سود بنسبة 2% وآسيويون بنسبة 1% وأمريكيون أصليون أي بيض بنسبة أقل من 1% بينما تزيد نسبة الأجناس المختلفة عن 1%.

تقرير: وسام أبوبكر
السوداني

Exit mobile version