(مافي طريقة)

ومن الأخبار الغريبة والمُريبة، ما يلي بالنص : طالب مستثمرون سعوديون بالسودان بفك حظر تصدير الفحم النباتي ، غير ان وزير الدولة بالزراعة والغابات الصادق فضل الله قال ان تصدير الفحم النباتي (ملف مغلق)، وزاد في رده على مطلبهم في اجتماع مجلس الأعمال السوداني السعودي المشترك (مافي طريقة )، في اشارة إلى انه قرار صادر عن رئاسة الجمهورية، غير ان المستثمرين استمروا في مطلبهم وناشدوا رئاسة الجمهورية بضرورة مراجعة القرار والسماح للمصدرين الذين شرعوا من قبل في تصدير الفحم بالتصدير..!!

:: لقد أحسن وزير الدولة بالزراعة والغابات بهذا الرفض والرد (مافي طريقة).. (كل الإنتاج يكون للإستهلاك المحلي داخل السودان فقط)، هكذا تلزم إدارة الغابات لمن ينتجون الفحم النباتي بالسودان بكل ولايات السودان ..وهذا الأمر الولائي تنفيذ للتوجيه الرئاسي الصادر بتاريخ 19 مارس 2013، والقاضي بإيقاف تصدير الفحم النباتي.. نعم هناك توجيه رئاسي بحظر تصدير الفحم، وتم الحظر على (مرحلتين).. فالمرحلة الأولى حظرت تصدير كل أنواع الفحم ما عدا ( فحم المسكيت)، ثم تم حظر كل أنواع الفحم بما فيها ( فحم المسكيت).. وبالمناسبة، بالسودان ( 27 نوعاً من الفحم)، أجودها (فحم الطلح)..!!

:: وقبل الحظر، كان السودان يحتل المرتبة ( 11 ) في التصدير، وكان ينافس روسيا والبرازيل و أندونيسيا والصين وبيرو والهند في التصدير لدول الخليج..و كان سعر الطن، حسب تسعيرة التجارة الخارجية، ( 450 دولار).. وحظر تصدير الفحم قرار موفق ويحافظ على سلامة الغطاء النباتي بالبلاد، وهذا ( أمر جيًد).. ولكن قرار منع التصدير لم يمنع إنتاج الفحم لحد ( الكساد)، أي هناك غزارة في الإنتاج رغم إغلاق( باب التصدير).. ومرد هذا الإنتاج الغزير ( شر لا بدَ منه)، أي هناك حزمة أسباب موضوعية تبيح قطع الأشجار وإنتاج الفحم .. !!

:: وعلى سبيل المثال، بكسلا ونهر النيل والبحر الأحمر والجزيرة والنيل الأبيض ( غابات المسكيت)، ولاتزال الحكومة ومنظمات المجتمع الدولي تصرف المليارات على إزالة غابات المسكيت ( دلتا طوكر نموذجاً)..وعند إزالة غابات المسكيت يتوفر إنتاج فحم المسكيت لحد الكساد.. وكذلك عند تعلية خزان الرصيرص وبناء سدود ستيت ونهر عطبرة، إقتضت الضرورة قطع الأشجار ثم إنتاج الفحم لحد الكساد.. وكذلك فتح مسارات الطرق بكردفان ودارفور فان الشركات ملزمة بقطع الأشجار ليصبح إنتاج الفحم غزيراً لحد الكساد .. هذه هي أسباب وضروريات ( إنتاج الفحم)، ولا تزال غابات المسكيت تتصدر (قائمة الأسباب)..!!

:: وللتخلص من غابات المسكيت، لم يحظر التوجيه الرئاسي الأول إنتاج وتصدير( فحم المسكيت).. ولكن للأسف، لم يلتزم بعض المنتجين والتجار و المصدرين بهذا الإستثناء (فحم المسكيت) ، بل تجاوزوه إلى قطع كل أنواع الأشجار ذات ( الفحم المرغوب)، بما فيها الأشجار المحظورة ( الهجليج، الهشاب، الدوم، الصعب، وغيرها)، ولذلك كان التوجيه الرئاسي الأخير ( الحظر الشامل)..أكرر ، بطمع وجشع فساد بعض التجار والمصدرين، أي بعدم الالتزام بانتاج وتصدير فحم المسكيت فقط، شمل حظر التصدير ( فحم المسكيت).. ومن أفسدوا سابقاً هم من يتسترون اليوم وراء خبر اليوم : (طالب مستثمرون سعوديون بفك حظر تصدير الفحم النباتي)، فلا تفتحوا هذا الباب لهؤلاء المفسدين ..!!

الطاهر ساتي

Exit mobile version