معاك يا إيلا نشيل الشيلة..!!

معاك يا إيلا نشيل الشيلة..
هكذا تغنى مواطن الجزيرة وما زال يتغنى ويتغزّل في والٍ مُدهِش لم يُخيب أبداً ظن المواطن فيه ظل يرد على بؤر الفساد بالعمل ، لم تستقبل الجزيرة قط من قبل حاكماً كما استقبلت إيلا ولن تفعلها مُستقبلاً ما دُمنا كذلك يأت أحمد ويذهب حاج أحمد وكلاهما سواء بلا جديد يُحسب في خانة الإيجاب وما أكثر الأخطاء ، عجباً وقد اجتمع مُعظم أهلها مع اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم على حُكم إيلا لهم..
يُحدثني من أثق جداً في حديثه أنّه كان على خلاف وخُصومة غير مُسببة مع إيلا مُنذ أن جاء والياً للجزيرة وظل هو ومن معه في خلافهم مع إيلا ولم يجدوا فيه ما يدعم خلافهم ، انطوت صفحة خلافهم وأوصدوا بابها وفُتحت صفحة جديدة معه تدعمها وعوده الجادة لهم بدعم (مناطقهم) لا جيوبهم واتفقوا على الوقوف معه ودعمه ما دام الرجُل يسعى للتغيير في ولاية تحطمّ مشروعها العملاق وتحطمت أطلالها المُتبقية وسُرقت مكتسباتها وبيعت في سوق ضلت بظلامه عائدات المُباع طريقها إلى خزينة الدولة ووجدت طريقها مُضيئاً إلى جيوبهم العميقة..

السرطان انتشر في جسد أهلها وظل يفتِك بهم ويُنهك في أجسادٍ ضعيفة أنهكتها معاول الفاقة والجوع والمرض وقد انتقلت العدوى إليهم من جسد حكومات الولاية المُتعاقبة والتي تفشى فيها سرطان الفساد واستقر فيها استقراراً لم يُنكِره حتى المُكابر من الناس ، جاء إيلا يحمل مشرطاً بيد وبالأخرى يحمل معولاً لاعادة إعمار ما يُمكن إعماره ما إن وضع المشرط في أجساد من تضخمت أورامهم السرطانية حتى هاجت الأورام في بطونهم وماجت ولم تعُد السيطرة مُمكنة عليها وقد تأخرت الجراحة جداً وتأخر استئصال أورامهم الكبيرة..
لم يحدُث في ولاية الجزيرة من قبل خلاف إضطرت فيه الحكومة المركزية إلى مثل هذا التدخُل في ولاية تُعتبر أنموذج حي للتعايش لم تطالها الحروب ولا الصراعات ولا الخلافات المؤدية إليها رغماً عن تباين أهلها واختلاف توجهاتهم وإثنياتهم ورغماً عن الدمار الهائل الذي حدث بها وظلت حاضرتها ود مدني منارة سامقة للفنون والآداب والثقافة وحريٌ بمن كانت حاضرتهم هكذا أن يرفضوا مثل هذا الوضع الغريب الشائن ، إعلان حالة الطوارئ لأول مرة في الجزيرة يعني أنّ الأوضاع فيها والخلاف يُمكن أن يتطور للأسوأ ..

اختلفنا بأدب مع إيلا وكتبنا نوجه تارة وننتقد تارة ونُشيد بما رأيناه في الواقع تارات أخرى وسنظل ندعم خط التنمية فيها وسنظل نسأل من قادوا هذا الخلاف المُدمِر عمّن حكموا ولاية الجزيرة من قبل هل كانت فتراتهم بلا فساد وأي إنجاز حققوه فيها يُذكر وقد اُبتُليت الجزيرة بولاة من داخلها لم يُقدموا فيها عُشر ما قدمه إيلا الوافد إليها من بعيد وقد أزكم الفساد الأنوف..
اتركوا إيلا واستفتوا أهل الجزيرة ومعاك يا إيلا نشيل الشيلة..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة

Exit mobile version