ونتناسل !!

*التفوق الجنسي بين الشعوب لا علاقة له باللون..

*وإن كانت هنالك عنصرية فهي ذات صلة بالعقل فقط…ولا شيء غيره..

*فبمقدار ما يكون العقل الجمعي سابقاً للعاطفة يكون التطور..

*أو القابلية للتطور… بعكس العاطفية الجمعية التي تسبق العقل… والتفكير العقلاني..

*وأعني بالعاطفة هنا المشاعر البدائية الجياشة… كما لدى الحيوان..

*فالحيوانات تحركها العواطف لا العقول… ولكن فقط بقدر أقل من الشعوب العاطفية..

*أو إن شئت قل الغرائز العاطفية… في كل مناحي حياتها..

*فدوافعها للهيمنة… أو الغذاء… أو التزاوج….. تخضع فيها عقولها لغلبة عاطفتها..

*وعلى نحو أفضل نسبياً ذوو الغرائز العاطفية من البشر..

*وحتى بين هؤلاء يكون التفاوت نسبياً بين شعب وآخر… وأغلبهم في أفريقيا..

*ومن ثم فهي القارة الأشد تخلفاً من بين قارات العالم..

*ليس لأنها قارة سوداء… وإنما لأن شعوبها تضع (عرباتها) أمام (أحصنتها)..

*عربات القلب أمام خيول العقل… فلا ينطلق العقل إلا قليلا..

*ومن ثم فإن تطورها من الإنسان البدائي إلى المتحضر يسير ببطء..

*يسير ببطء شديد في كل شيء… ومن هذه الأشياء السياسة..

*فأكثر شعوب الدنيا ابتلاءً بالشمولية المتوحشة هم شعوب قارتنا الأفريقية..

*وتليهم الشعوب العربية؛ سواء في أفريقيا هذه أو آسيا..

*ثم هنالك جانب الاعتقادات الغيبية من أساطير… وخرافات… وشعوذات..

*بل وتقديس حتى الأموات من البشر… كما عند بعض المتصوفة..

*وهذا الجانب العاطفي المتخلف لدى العرب نعايش تجلياته المضحكة هذه الأيام..

*المضحكة في نظر العالم الأول… والمؤلمة في نظر التاريخ المتأمل..

*وذلك عقب قرار ترمب نقل سفارة بلاده للقدس… والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل..

*فقد اكتفى عرب القارتين بالصراخ… والصياح… والزعيق..

*ثم بدأت حدة هذا (الإزعاج) تخف رويداً… رويداً… إلى أن تهدأ بعد حين..

*وردة الفعل (البدائية) هذه أثارت حيرة مندوبة أمريكا الأممية..

*فقالت أمس وهي تسحب نفساً عميقاً: كنت أتوقع أن تنطبق السماء على الأرض..

*بينما ردة الفعل الحضارية تستوجب وضع الحصان أمام العربة أولاً..

*ثم التفكير- بعقلانية – في كيفية مواجهة إسرائيل حضارياً..

*فهي تتفوق علينا في الديمقراطية بدءاً… ثم التعليم ثانياً… ثم التنمية ثالثاً..

*ولذلك قال أليعازر: المقاتل الإسرائيلي بعشر من نظرائه العرب..

*فهو يندفع في القتال بعقله… والعربي بعاطفته (الحماسية)..

*أما عاطفة تظاهرات الحماسة فهي تُوجه – خطأً- نحو الخارج عوضاً عن الداخل..

*فالأنظمة (الجاثمة) هي التي يتوجب تصويب التظاهرات نحوها..

*فحرصها على عروشها أهم من حرصها على القدس..

*بل أهم من حرصها على تطوير شعوبها؛ عقلياً… وتعليمياً… وثقافياً..

*وصرفها على (أمنها) ضعف صرف إسرائيل على (عقولها)..

*وما دامت خيول عقولنا خلف عربات قلوبنا فسنظل شعوباً متخلفة..

*تصرخ… وتغضب… و(تتناسل !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version