ما حقيقة قوات “ساوا” التي سببت التوتر بين السودان ومصر؟

أثارت تصريحات إبراهيم محمود مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم الخميس الماضي توتراً جديداً في العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، وذلك عقب أيام قليلة من استدعاء الخرطوم لسفيرها في القاهرة.

المسؤول السوداني قال وبشكل رسمي إن بلاده تتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهما في منطقة “ساوا” المتاخمة لولاية كسلا شرقي البلاد مضيفا أن اجتماعا للمكتب القيادي للحزب عقد الخميس ووجه باستمرار الترتيبات الأمنية في حدود السودان الشرقية بعد تلقيهم معلومات أمنية عن تهديدات محتملة من #مصر وإريتريا في منطقة_ساوا.

وكشف مساعد الرئيس عن تلقي المكتب القيادي، توضيحا من النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح عن التهديدات التي قد تحدث في بعض الولايات خصوصا ولاية كسلا بعد ورود معلومات عن تحركات تمت بين مصر وإريتريا في منطقة ساوا .

بداية تقع ساوا وهي قاعدة عسكرية إريترية في إقليم القاش بركة المحاذي لولاية كسلا على الحدود الشرقية للسودان، وخرجت تقارير صحافية وإعلامية تقول إن مصر أرسلت قوات عسكرية إلى تلك القاعدة فيما رجح البعض أنها قد تكون موجهة للسودان.

السلطات المصرية لم تعقب على تلك التقارير الإعلامية، فيما نفت مصادر عسكرية مصرية لـ”العربية.نت” صحتها قائلة إنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، ومؤكدة أن العلاقات بين البلدين الشقيقين ليست محلا لاجتهادات صحافية، أو مزاعم يطلقها من يريدون إفساد العلاقات بين الدولتين.

من جانبه قال اللواء نصر سالم الخبير العسكري المصري إن مصر لم ترسل أي قوات عسكرية إلى قاعدة ساوا الإريترية، ومن يردد ذلك عليه تقديم الدليل، فالقاهرة تحتفظ بعلاقات قوية ووطيدة مع السودان ولن تسمح بتعكيرها مهما حدث.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن خروج قوات عسكرية من مصر للتواجد في أي مكان بالعالم أمرا ليس بالسهل، وليس في نية القاهرة الإساءة للسودان أو تهديدها، لأن أي خلافات بين البلدين يتم حلها في جلسة واحدة، ولم يحدث أبدا على مدار التاريخ أن هددت مصر السودان عسكريا أو تعرضت لها بالضرر.

ويتفق معه في الرأي السفير محمد الشاذلي سفير مصر السابق في السودان قائلا إن العلاقات بين البلدين قوية، وما تردد عن وجود قوات عسكرية في ساوا بإرتيريا لتهديد السودان الهدف منه الوقيعة ونشر الفتنة بين الدولتين الشقيقتين.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن خروج مثل هذه التصريحات من مسؤولين سودانيين ونفيها بعد ذلك يؤكد أن ما وصل للسودان من تقارير بحسب قول مسؤوليه كان الهدف منه زرع بذور الشقاق بين البلدين، والتصعيد بينهما في وقت يحتاج فيه العالم العربي، للتوحد خلف قضاياه المصيرية مثل القدس وغيرها، مضيفا أن جميع الخلافات السابقة والحالية وما يستجد مستقبلا من خلافات بين البلدين يتم احتواؤه وحله فورا ودون تأخير أو إبطاء.

وطالب سفير مصر السابق وسائل الإعلام في البلدين بتوخي الحذر والحرص على تجنب ما من شأنه أن يزيد الخلافات ويوسع هوة الشقاق بين دولتين شقيقتين، اتحادهما وتماسكهما يصب في النهاية لصالح أمتنا العربية.

اخبار العربية

Exit mobile version