كواليس حلقة (أغاني وأغاني) عن (الحوت) أبكت السودانيين

(محمود عبد العزيز الفنان الذي قتله الحب)، عبارة ابتدر بها النطاسي “السر أحمد قدور” برنامج (أغاني وأغاني) في ثالث حلقاته بعد رحيل (الحوت) عام 2013، قال إنه كتبها بعد سماعه خبر رحيل (الحوت)، عبارة أظنها لخصت كيف أن “محمود” عاش رجلاً مثيراً للدهشة والإعجاب، أحبه الناس كما لم يحبوا مطرباً غيره في تاريخ السودان القريب، كما أنها لخصت كيف ستكون الحلقة التي خصصها البرنامج للحديث عن الراحل والتي أتت مترعة بالشجن وكثير من الدموع.

الاستعداد لحلقة الراحل “محمود” كان هماً يؤرق مضاجع إدارة البرنامج، وفي يوم التسجيل احتشد عدد كبير من جمهور “محمود” كان في مقدمتهم خريجة (نجوم الغد) “ميادة” التي اشتهرت بالغناء بمصاحبة آلة الرق خلال الدورة السابقة.. كما جاءت إلى البرنامج السيدة “نجوى العشي” زوجة الفنان الراحل بصحبة ابنيها “حنين وحاتم”.. وعندما كانت الفرقة الموسيقية وعدد من الفنانين يراجعون الأغاني التي سيرددونها في الحلقة دخل إلى الأستوديو الفنان “جمال فرفور” الذي كانت تربطه علاقة قرابة وصداقة طويلة مع الراحل، داعب ابن الراحل “حاتم” بقوله: (إيه يا باشا)، وهي الجملة التي اعتاد (الحوت) قولها لابنه عند مهاتفته وكلما يلتقي به، فرد عليه ابن الراحل بذات الجملة التي كان يرد بها على والده (الأحوال كلها ماشة)، وقتها انفجر “حاتم” ببكاء مر أبكى معه “فرفور” ومعظم الذين كانوا موجودين بالحلقة.

{ نقل “فرفور” إلى المستشفى
كان “فرفور” الأكثر تأثراً ورفض أن يردد أية أغنية للراحل بعد أن طلب منه مقدم البرنامج “السر قدور” الغناء.. وعندما اشتد الأمر عليه خرج من الأستوديو وترك كرسيه شاغراً، وقتها كان “فرفور” حسب المصادر منهاراً بشدة وأصيب بضغط نفسي رهيب ثم أغمي عليه وتم نقله إلى المستشفى بعد أن فقد وعيه.

ربما لم يكن هم القائمين على أمر البرنامج تقديم أغاني الراحل بجودة عالية وبذات الطريقة التي كان يرددها “محمود” بقدر ما كان همهم بعث رسالة مفادها أن “محمود” في قلوبهم.. ولهذا لا يمكن الحديث عن إجادة “نادر عثمان” أو “أحمد مأمون” أو “طه سليمان” لأغاني الراحل بقدر ما كان همهم أن “محمود” صاحب بصمة وجب الالتفات لها، وأنه كان عنصراً مهماً من حلقات البرنامج في إحدى دوراته.. وبالرغم من ذلك فإن الحلقة جاءت في إجمالها لفتة مقدرة تجاه (المطرب الذي قتله الحب) مثلما قال مقدم البرنامج “السر أحمد قدور”.

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version