لتعلموا أبناءكم السعادة علموهم اتخاذ القرارات الحكيمة

عزيزى الأب عزيزتى الأم.. ليست السعادة مالاً أو منصباً أو نجاحاً اكاديمياً فقط.. وتأتى السعادة عندما نتعلم نحن اتخاذ القرارات الصحيحة.

لذلك وحتى نعلم ابناءنا السعادة علينا تعليمهم كيفية اتخاذ القرارات الصحية.
ان معظم المواقف التى اصابتنا بالحزن والكآبة فى حياتنا هى اما بسبب اتخاذ قرارات غير حكمية او عدم اتخاذ قرارات على الاطلاق او التأخر كثيراً والتردد فى اتخاذ القرارات.
هل تعلمون ان القدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة هى واحدة من اكثر المهارات الحياتية اهمية والتى يمكن ان نعلمها لاطفالنا ونغرسها فى نفوسهم منذ الصغر ولكن للأسف، نحن لا نفعل ذلك.
عندما يتعلم الاطفال ان لديهم القدرة على اتخاذ قراراتهم بانفسهم فانهم يشعرون بقيمتهم واهمية وجودهم، وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً فى تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
نعم ان الاطفال غالباً ما تكون نتائج خياراتهم كارثية ولكن بعضها قد يكون حسناً وذا فائدة. ولكن مع ممارسة الاطفال اتخاذ قراراتهم وتحملهم لمسؤولية تلك القرارات وبمساعدتنا لهم، ستزداد اختياراتهم الحكيمة وسيكتشفون متعة اتخاذ القرارات الحكيمة، وسيتعلمون المشكلات التى يمكن ان يواجهونها عند اتخاذ قراراتهم، وبالتالى ستزداد قدرتهم على تحمل مسؤولية قراراتهم ليتعلموا مبدأ مهماً فى الحياة، وهو ان الحرية فى اتخاذ القرارات تتبعها مسؤولية تحمل نتائج هذه القرارات.
امنحوا اطفالكم الفرصة لاتخاذ قرارات بسيطة خلال اليوم.
علموهم القواعد التى تساعدهم على اتخاذ قرارات حكيمة وسليمة.
اعطوا اطفالكم الخيارات واتركوهم ليختاروا ويقرروا.
علموا اطفالكم تقدير السلبيات والايجابيات وتقييمها.
علموا اطفالكم ان اعذاراً مثل لم اقصد ونسيت هى اعذار غير مقبولة وتدل على عدم نضج الطفل.
كونوا مثالاً جيداً لعملية اتخاذ القرارات وتحملوا نتائجها امام اطفالكم.
لا تعطوا اطفالكم حلولاً جاهزة ولكن اعطوهم البيانات والمعلومات التى تساعدم على اتخاذ القرارات الحكيمة.
اذا قام اطفالكم باتخاذ قرارات لا تتناسب مع وجهة نظركم قوموا بشرح نتائج هذه القرارات وبينوا لهم سلبيات وايجابيات اتخاذ مثل هذه القرارات، واتركوا لهم الخيار بمساحة محتملة من الحرية التى تكون غير ضارة ولا تؤثر في تحملهم لمسؤولية قراراتهم.
واخيرا شجعوا اطفالكم عندما يتخذون خياراتهم، واشعروهم بأنهم قادرون على ذلك.
ان لم نفعل ذلك سيكبر اطفالنا ويصبحون وزراء ومسؤولين، وعندما تتدهور اوضاع البلاد بسبب قراراتهم غير الحكيمة سيتعذرون بأن مشكلات البلاد بسبب (ذنوبنا)، وان علينا ان نصبر عليهم لاتخاذ قرارات اخرى، وستكون قراراتهم للاسف ايضا خطأ لانه وبكل بساطة عدم تحمل مسؤولية القرارات الخاطئة تتبعه قرارات خاطئة اخرى واخرى.
علموا اطفالكم السعادة باتخاذ القرارات حتى تكون حياتنا اكثر سعادة عندما نشيخ نحن ويكبرون هم.
حتى ونحن نحاط بقرارات خاطئة (اتذكروا انه نحن ما هينين)

د. عمرو إبراهيم مصطفى
الانتباهه.

Exit mobile version