*تلقيت رسالة من شركة (سوداني) أمس..
*تقول: عزيزنا المشترك ، حصلت على رصيد مجاني (واحد جنيه) كهدية لك..
*وتقول: صالحة للاستخدام طوال اليوم… ولمدة يومين..
*وتقول – تقييداً زمنياً – للهدية : ما عدا من الساعة (7)… وحتى (10) مساءً..
*والمفروض مني طبعاً أن أفرح !!!.
*بشَّر وزير الإعلام الشعب بنجاح الحكومة في جعل الأوضاع الاقتصادية (مستقرة)..
*فسعر الجنيه استقر عند زيادة (10) عن السابق… مقابل الدولار..
*وأسعار السلع استقرت عند زيادات تراوحت بين (100- 300%) عن السابقة..
*وسعر الرغيفة استقر عند مثل هدية (سوداني) لنا..
*وأسعار الذهب استقرت عند الذين (يذهب) إليهم الذهب… (ويستقر)..
*وطبعاً المفروض من الشعب أن يفرح !!!.
*أواخر القرن قبل الماضي احتفل كتشنر بأول قطار- وسكة حديد- في السودان..
*ولا مرة خرج هذا القطار عن سكةٍ تمتد من حلفا للخرطوم..
*بعد أكثر من مئة عام احتفل وزير النقل عندنا بقطار من مدني للخرطوم..
*وخرج هذا القطار عن السكة بعد أيام فقط من تدشينه..
*وحين تم إرجاعه قال الوزير للناس : لن يخرج مرة أخرى… فاطمئنوا..
*والمفروض منا طبعاً أن نفرح !!!.
*(26) عاماً يعملون من أجل (التمكين)… ويُحيلون إلى (الصالح العام)..
*ومات كثير من المحالين هؤلاء غبناً… وجوعاً… ومرضا..
*وعاث كثير من (المتمكنين) في الخدمة المدنية فساداً… ونهباً… و(قلعا)..
*في العام الـ(27) قالوا لنا: خلاص… انتهى عهد التمكين..
*وطبعاً المفرض منا – أحياء وأمواتاً – أن نفرح !!!.
*الشعب يعاني الآن من نار الجيوب… وسعير الأسعار… وجحيم المعيشة..
*ومسؤولو الحكومة – إلا واحداً – لا يُبدون تعاطفاً معه..
*بل ويعيشون في جنة امتيازاتهم (الباردة)… دون إحساس بـ(حرارة) الواقع..
*وهذا الواحد الذي قلبه على الشعب هو وزير الكهرباء..
*فهو – جزاه الله خيراً – أراد أن يُسعده ببشريات تُخفف عنه من لهيب (حمته)..
*فقال إن وزارته – إن ربنا أحياه – ستدعم (ثلج رمضان)..
*ولعل المقصود….. إن ربنا أحيا أفراد هذا الشعب إلى ذلكم الحين..
*والمفروض طبعاً أن يفرح الشعب !!!.
*الرحالة بوركهارت أعجبه (ملح) البحر الأحمر في الربع الأول من القرن الـ(19)..
*قال إنه نقي… وطبيعي… وطاعم… ومن أجود الأصناف..
*والآن… وفي القرن الـ(21)… احتفلت حكومة البحر الأحمر بافتتاح مصنع (ملح)..
*وذلك بحسبانه إنجازاً تاريخياً لأهل الولاية… والسودان كله..
*وطبعاً المفروض منا – وأبناء الشرق- أن نفرح !!!.
*أرأيتم كيف تُقدِّر الحكومة أفراحنا على قدر عقولنا… وأحلامنا… وطموحاتنا..
*وفيما يلي (سوداني) قدَّرت فرحي بجنيه… وافترضت أن أفرح..
*فالفرح من جانبي- وجانبكم – (هو المفروض !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

