بلاش !!

*ويُفترض أن يكون الوفد بالقاهرة الآن..

*وفد من قرابة الثلاثين شخصاً تحت رعاية مجلس الصداقة الشعبية..

*والهدف المعلن (تفعيل العلاقات بين مصر والسودان)..

*أما الهدف السري – والحقيقي – فهو السياحة على حساب الدولة.. مع النثريات..

*وأين كان هذا المجلس إبان تفاقم أزمة العلاقة بين البلدين؟!..

*وهل البلاد في حاجة إليه الآن بعد أن تحسنت العلاقات بينهما أصلاً؟!..

*بل وما حاجتنا نحن إلى هذا المجلس في الأساس؟!..

*مجلس لا (عمل) له سوى إعاشة بعض من لا (عمل) لهم من الموالين..

*مثله مثل كثير من الأجسام الطفيلية في هذا الزمان..

*مجلس الذكر والذاكرين… والدعاء والتضرع… والحسبة والمظالم… وهلم جرا..

*كلها تمتص من الناس قليل دمائهم…ومن الخزينة قليل مالها..

*وكأنه لا يكفينا أن يكون لدينا جيش كجيوش التتر من التنفيذيين..

*ومثله من التشريعيين في العاصمة والولايات..

*وبعد ذلك يحدثوننا عن حلول جذرية لمشاكل الاقتصاد السوداني..

*وذلك إذا استصحبنا – طبعاً – النهب والسرقة والفساد..

*ثم الصرف البذخي فيما لا طائل من ورائه ؛ وما أكثر أنواع هذا (السفه)..

*ومنها حكاية مهرجانات (الجبجبة) كل يوم والثاني..

*ومنها حكاية (حشر الناس ضحى) عند كل (يوم زينة) يشرفه مسؤول كبير..

*ومنها حكايتنا هذه ؛ الأسفار السياحية… ونثرياتها الدولارية..

*وهذه السفرية إلى مصر حُشد لها سياسيون… وإعلاميون… ومطربون… و(عاطلون)..

*والطرب يتمثل في كورال بنات جامعة الأحفاد..

*فبهجة الرحلات السياحية لا تكتمل إلا مع الغناء… والشواء… والوجه الحسن..

*فجماعتنا هؤلاء يذكرونني بابن منطقتنا توفيق..

*فهو كان محباً للصخب… والطرب… والسهر… و(الجمال) ؛ مع الشواء والطلاء..

*وينتهز أية مناسبة ليصطحب معه وفداً يقوم بهذا (الواجب)..

*وقد يمكث – بوفده – أكثر من أيام المناسبة… بأيام..

*وحدثت بينه وبين البدري خصومة – ذات مرة – كان لها دوي في المنطقة..

*وحين تم الصلح بينهما – أخيراً – أخذ توفيق في تجهيز الوفد..

*وعلم البدري أنه موعود بأسبوع حافل… ذي ضجيج..

*فأرسل إلى توفيق من يهمس في أذنه بشتيمة تعيد الخصومة سيرتها الأولى..

*ولكن المندوب استحى ؛ واكتفى بعبارة (ولاَّ بلاش)..

*والآن جماعتنا تطير وفودهم – بلا انقطاع – إلى كل دولة ترحب بصداقتهم..

*إلى ماليزيا… تركيا… إثيوبيا… السعودية… والآن مصر..

*وفود لا معنى لها… ولا قيمة… ولا فائدة….. سوى الضجيج و(تكليف المضيِّفين)..

*وأكثر – وأكبر – وفد لا معنى له هذا الذي توجه للقاهرة..

*وأرجو ألا يتبعه آخر لتصير وفودنا (رايحة جاية)…بلا أدنى إحساس..

*ومن لا يحس قد تحسسه مثل شتيمة البدري..

*أو حتى بديلتها (ولاَّ بلاش !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version