*واليوم الجمعة هو يوم الهروب من السياسة..
*ولكن شيئاً فيها أعجبنا أمس فرأينا أن نقول لصانعيه أحسنتم… لولا..
*ولنترك (لولا) هذه قليلاً لنتحدث عن الشيء أولاً..
*وهو القرار القاضي بتقليص بعثاتنا الدبلوماسية – بملحقياتها – إلى حدٍّ معقول..
*أو إلى حد يناسب حالتنا الاقتصادية المنهارة (جداً)..
*فما أندر القرارات التي تُفرح الناس – فرحاً نسبياً – في زماننا البئيس هذا..
*ففرحنا إذن… وانفتح شهيتنا إلى قرارات مبهجة أخرى..
*ومنها – على سبيل المثال – تقليص جحافل الوزراء ؛ في العاصمة والولايات..
*وفيالق المعتمدين الذين لا (يُعتمد) عليهم في أي شيء..
*وكتائب المساعدين – بالقصر- الذين يتلقون (المساعدة) ولا يساعدون ولو بفكرة..
*وحشود البرلمانيين الذين ينومون… ويبصمون… ويصفقون..
*وجيوش الراضعين من ثدي الدولة بلا عمل؛ ثم لا يشبعون… ولا ينفطمون..
*وأخيراً أرتال الفارهات المخصصة مثنى وثلاث ورباع..
*حتى ضباط القوات النظامية يحظون بهذا التعدد (الحديدي)… ومن أفخر الموديلات..
*فلماذا لا يكون لكل ضابط سيارة واحدة أسوة ببقية الدول؟!..
*ولماذا لا يكون الأمر ذاته لكل والٍ ووزير ومسؤول ومعتمد ومساعد؟!..
*بل لماذا لا نستغنى عن نصف هؤلاء أنفسهم في هذه الظروف؟!..
*فبلادنا أحوج ما تكون الآن إلى حكومة رشيقة..
*حكومة شدة ؛ لا تزيد عن عشرين وزيراً من الذين يعملون ولا يتكلمون..
*ثم تُلغى نهائياً حكاية الأسفار والنثريات هذه… في الفارغة..
*والآن وزير الحكم الاتحادي أبى أن يشذ عن عادة الوزراء السخيفة عقب التعيين..
*وهي أن يبحث الوزير عن أول فرصة سفر للخارج… بعد القسم..
*وليته سافر لوحده… بل أخذ معه (18) وزيراً ولائياً إلى بكين..
*أي بقدر عدد (كل) وزراء الصين… ونخجل نحن نيابة عن الحكومة و(ممتاز)..
*وتخيل كم كلف هذا الوفد خزينتنا من الدولارات..
*في وقت نعاني فيه ظروفاً صعبة… وشحاً في العملة الصعبة..
*وبالمناسبة ؛ نسيت أن أذكر الصين هذه من بين الدول التي (كرَّهناها) بزياراتنا..
*وهي ماليزيا وتركيا والسعودية… والآن لدينا وفدٌ في الرياض..
*وفد يستجدي عملة حرة… وممتاز (يبعزق) في العملة الحرة..
*والسبب في غاية الإضحاك… وهو أن يتلقى هؤلاء (الشُحوط) تدريباً هناك..
*ألم أقل لكم إن جمعتنا هذه كانت يوماً للفرح…لولا؟!..
*ولكن يمكن أن نُعوَّض الجمعة القادمة إن تبع تقليص البعثات تقليص الذي ذكرنا..
*تقليص الوزراء… والمسؤولين… والبرلمانيين… والمساعدين..
*ثم بيع كل الفارهات التي (توفرت)… وتوريد العائد (الخرافي) في الخزينة..
*ثم الإلغاء الفوري لظاهرة أسفار السياحة… ونثرياتها..
*ثم محاسبة هذا (الولد المدلل) الذي من شطح نطح… و(مرقها) في الصين..
*وليكن حساباً عسيراً !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

