بالله.. بالله.. بالله.. اعرفوا ما يجري تحت أقدامكم

وسهل أن نحدث عن خلايا الجهات تلك (..و منزل جنوب شرق الخرطوم واجتماع الثلاثاء الماضية.. عن استخدام الأزمة الآن وما بعدها.. و.. و..)
> سهل أن نحدث عن هذا لكن ما نريده الآن.. وما بعد الآن.. هو جذور الأزمة

> وأول الأسبوع هذا كل أحد في محل الهاتف يترك ما في يده ويقترب ليسمع .. والشاب صاحب الشعر المسماري.. الشيوعي الذي يبدو عليه أنه يعرف نقول له
: لغة كل زمان شيء من لا يعرفه يعجز تماماً عن فهم ما يجري في العالم.. وفي السودان
> الجميع ظلوا صامتين لأنهم شعروا بأن هناك حكاية تقترب
> ونقول/ عن لغة كل زمان..
> (أزهري عام 1955 أيام مفاوضات الاستقلال يدخل قاعة ملكة بريطانيا.. وهناك يمشي بين الصفين .. عديل.. حتى يجلس على كرسي الملكة
> وفزعوا.. وصرخوا.. وأهل المراسم جاءوا جرياً ليقولوا له إن الكرسي هذا لا يجلس عليه أحد غير الملكة
> وأزهري/ الذي كان ينتظر كل هذا/ يقول لهم
: تفزعون لأننا جلسنا دقيقة فوق عرش ملكتكم
> لكنكم تعتبرونه شيئاً طبيعياً أن تجلسوا فوق أنفاسنا لستين سنة
> قلنا للمجموعة
: لغة العالم كانت هي هذا
> لغة المنطق والحقوق.. يوم كان العالم يتعامل ببقية من قانون المنطق والحقوق
> أما الآن؟؟

(2)
> وغداً إسرائيل تحتفل بالعام السبعين لها.
> والسادس من يونيو (يوم الهزيمة والذل الأعظم).. الشهر القادم.
> وهزيمة يوليو تدبر منذ خمسين سنة
> وما يقودها هو (الجمال والطرب)!!
> وتدبير المخطط يجد أن العالم العربي ما يقوده هو مصر
> وصحافة العالم العربي هي صحافة مصر..وسياسته وشاشاته و..
> ومصر تقود العالم العربي (مجتمعات وإعلام وساسة) بالطرب والجمال
> و(حليب الغولة) هذا يترسب في عظام الأمة
> وعبد الناصر حين يقول
: أيها السادة..!!
يترنح ملايين العرب طرباً
والضربة جاءت.. الضربة التي كشفت ما هو أعظم من العجز
والعجز/ في عظام الأمة/ ما يكشفه كان هو شيء غريب
نزار قباني حين يكشف دمامل الأمة بقصيدة (هوامش) يفاجأ بأن الأمة.. وبدلاً من أن تنفجر للتغيير.. الأمة تترنح طرباً للقصيدة وتصرخ في نزار
: أعد.. أعد

(3)
> والإعلام.. الذي يصنع هذا.. والطرب والعجز.. وما وراء العجز.. أشياء.. عند العدو.. تصبح هي الحراثة للخطوة التالية
> خطوة.. الاستسلام
> ومن يطلب أن نحدثه عن ماسبيرو.. أضخم مبنى لإعلام مصر.. والذي تبنيه إسرائيل
> ومن يطلب أن نحدثه عن السادات..
> ومن يطلب أن نحدثه عن الخطوات التي تقود إلى ما يجري اليوم.. اليوم.. اليوم.. عليه أن يتوقف عن القراءة
> لكن
(3)
> بعض الأمثلة لما يجري كانت هي
> قبل ذهاب السادات إلى القدس كانت المسرحية الأعظم.. والتي تصحبها دعاية ضخمة جداً.. هي مسرحية (المهلهل)
> مسرحية.. وماذا في مسرحية .. وهي شيء ممتع يخرج الناس بعده إلى بيوتهم
> والمسرحية تصبح مسلسلاً ضخماً جداً
> ومسلسل.. وماذا في .. مسلسل..؟ يشاهده الناس وهم يتناولون العشاء
> و..
> لكن المسرحية هذه التي يصحبها كل هذا كانت مسرحية تحكي قصة (مهلهل ربيعة) في التاريخ العربي القديم.. لتقول للناس
: لا فائدة من الحرب.. استسلموا.. وإلا فهو مصير المهلهل
والحكاية هي.. كليب يقتل
وأخوه المهلهل يقاتل للثأر أربعين سنة
ولأربعين سنة لا يخلع درعه عن جلده لحظة واحدة
وحين مات ونزعوا درعه وجدوه قد انغرس في اللحم
.. المسرحية تقول للعرب.. مصرون أنتم ومخلصون نعم لكن المهلهل كان أكثر إخلاصاً وإصراراً

(4)
مفاوضات .. ثم صلح ثم
جائزة نوبل للسلام.. يا سلام
ثم؟!
الحكاية كلها كانت هي.. صناعة العجز في عروق الأمة
والزراعة نجحت.. والحصاد هو ما يجري هذه الأيام.. هذه الأيام

(5)
ونجابد حتى لا ننزلق في واحدة من الألف هاوية هي ما يحيط الآن بكل حديث
.. ونلتفت/ وكأننا نقطع الحديث.. بينما نحن في الحقيقة نصل بعضه ببعض/ نلتفت إلى السودان
وإلى أنه بينما المخطط ينخر مصر والعالم العربي بنوع من الخراب من الداخل فإن المخطط يخص السودان بنوع (صنع خصيصاً) للسودان
نوع آخر
خراب من الخارج.. يقود مجموعات من الداخل
والمشهد الذي يرسم هذا هو.. مشهد القذافي.. وهو يستقبل مجموعة سودانية في خيمته قبل عشر سنوات هو مشهد يقدم تفسيراً لبعض ما يجري الآن
ففي المشهد هناك لما كان القذافي جالساً كان من يجلس أمامه سودانيون .. من أعداء الإنقاذ.. هم فلان وفلان
وإلى يسار القذافي كان الشحومي..
والشحومي يجعله القذافي يجلس هناك/ أمام عيون المجموعة السودانية مباشرة/حتى لا ينسى هؤلاء أن الرجل / الشحومي/ كان يزور كل واحد منهم في غرفته في الفندق الليلة الماضية.. ومعه (حقيبة)!!

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version