السودان الآن يسابق الضربة وبعضهم (يصفق مبتهجاً)

فأحدهم مرارة الوجع عنده تجعله يكتب الينا.. يتحدث عن (الحسم بالزناد).ــ وآخر أكثر رصانة يكتب الينا ليقول:ــ أستاذ لك التحية والود.ــ أسلوبك في الكتابة يغمرني بمشاعر الخوف والألم لطبيعة النفس التي تصدر عنها هذه البانوراما.. عن صلة كل شيء بكل شيء.ــ أخاف على السودان .. إنساناً وأرضاً.. وأخشى عليك أخاف من عارض يكسر هذا القلم الذي يحدث ويرصد.ــ والأخ (دكتور عثمان عوض) الذي يكتب إلينا يتساءل عمن يسمع.ــ والدكتور.. كأنه يوجز حديثه نيابةً عن كل سوداني يقول تحت توقيعه(مسلم خايف على دينه ليس إسلامياً ولا أخ مسلم بالمصطلح الشائع الآن).(2)ــ ومن يقرأ تتداعى في ذهنه الأشياءــ ورسالة صاحب الزناد نقرأها ونستعيد أيام الألم.. ــ وفيها.. وفي أيام الجوع في مصر وأيام الفساد .. أحدهم يفجر رأس أحد عتاة أهل الفساد.ــ وسيد قطب يكتب عن أنه كتب وكتب يحذر من (مداوة الجنون بالجنون).ــ سيد قطب كتب يحدث انه سأل نفسه كثيراً عن جدوى ما يكتب.. وعما اذا لم تكن خمس رصاصات اكثر اصلاحاً من مائة مقالة.ــ لكنه سيد يكتشف ان الرصاص هو قمة الخراب.ــ ورسالة دكتور عثمان نقرأها.. وأمواج الأحداث تأخذنا.ــ دكتور عثمان.ــ الخوف على الإسلام وعلى الأهل والبلد يجعل كل احد الآن يقرأ سطوراً غريبة. ــ سطور الأحداث.ــ فالسودان الآن يعمل للإنقاذ السعودية والخليج من محرقة اليمن. ــ لكن السودان الجائع.. الجائع (الذي يعمل بالمروة) تنظر اليه السعودية وتقول: لا مساعدة حتى تطردوا تركيا وقطر.(قال البعض ان السعودية تقدم العون.. لكن).ــ والسودان يقارب أمريكا. ــ لكن أمريكا شكرها لنا انها تهز رأسها وتقول : لا رفع للحصار.. إلا بعد أن تقاطعوا كوريا وتطردوها.ــ ومصر نقاربها لكن مصر تقول: لا .. الا بعد ان تطردوا اثيوبيا .. و(3)ــ ومصر تقارب إثيوبيا وتصنع تقارباً لإثيوبيا وإريتريا .. والتقارب هذا يوجه ضد السودان.ــ هذا شرقاًــ وغرباً مصر تقود حفتر بدعم من تمرد دارفور.. ومن معارضة ديبي(حتى اذا انتصر حفتر كسبت مصر دعم معارضة ديبي وكسبت حفتر.. ضد السودان).ــ والآن معركة ميناء الحديدة بحسم معركة اليمن.ــ والسودان هناك.. يقود الحسم.. لكن.ــ و.. و..ــ والإحصاء احصاء ما يفعل السودان وما يلقى احصاء ممل.(4)ــ لكن.. الخطر الذي يصنعونه (حول) السودان يدعمه الخطر الذي يصنعونه (داخل) السودان.ــ وخمسة احزاب كانت هي السودان عام 89ــ ومائة وثلاثون حزباً الآن.ــ في السودان.ــ و(السرعان) ومشهد يقع في المسجد النبوي يجعل لكلمة السرعان هذه خلوداً وشهرة.ــ وهي كلمة تعنى (الخفاف من القوم الذين لا يتثبتون). ــ والسرعان سوف يقفزون ليصرخوا: مائة وثلاثون حزباً.. أنتم من صنع هذا.ــ ونوشك ان نقول.: هل حكومة تشتت بلدها..!!ــ لكن إن إنت سألت وقعت في التناقض.. فأنت تحدث عقلاً.. لا عقل له.ــ و من صنع الأحداث حول السودان هو ذاته من يفكك السودان للخطوة القادمة.. مستعيناً بالعقول التي تصرخ أعلاه.. وتظن أنها تصنع الإصلاح.(5)ــ دكتورــ 14 يوليو 1958.. مشهد هو بداية مفهوم وأسلوب (العرب) للإصلاحــ وقاسم ينقلب على الملك فيصل في يوليو 1958.. قبل ستين سنةــ و..ــ وقاسم الشيوعي/ البعثي.. يقلد موسكو.. في أسلوب بحثها عن الإصلاح.ــ وموسكو أعدمت القيصر وأسرته معه.. جاويش يدخل ويقتلــ وقاسم يعدم الملك وأسرته معه.. جاويش في الحديقة يعدم البنات والزوجة والملك.ــ ومنقستو بالمناسبة يعدم هيلا سلاسي وبنفس الطريقة.. على سنة موسكو..ــ كلهم يقول إصلاح.. إصلاح.ــ وأبرع ما صنعه الشيوعيون هو التفكيك.ــ وأنهار الدماء أعظم من يصنعها هو الشيوعيون.. ومن يقودهم الشيوعيون من (إضنينهم)ــ قالوا.. إصلاح.ــ ونقص حكاية الإصلاح في العالم العربيِ..ــ نحكي حتى نقود الأمر كله الى كلمة واحدة هيــ العجز وما يفعله العاجز.ــ ثم نحدث عن (العجز) لماذا.ــ ثم نحدث عن (تحدي العجز). ــ وعن صناعة (الإحباط).ــ والسودان الآن يسابق الضربة.ــ وبعضهم (يصفق مبتهجاً).

اسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version