هل ستنجح الخرطوم؟..

أخفق فرقاء دولة جنوب السودان المختصمين في لجم خلافاتهم وإيقاف صراعهم الدموي، وخرجت قمة الإيقاد الأخيرة بأديس أبابا صفر يديها، إلا من قرارها بنقل المفاوضات الى الخرطوم، وبذلك ردت الى العاصمة السودانية بضاعتها، وازدادت الأخيرة كيل بعير، باحتضانها للمفاوضات التي تهدف للحل النهائي، وتسوية نزاع جنوب السودان. فهل تنجح الخرطوم في رتق الفتق الجنوبي وإيقاف نزْف الدم في هذا البلد المنكوب بحروبات أبنائه؟.> أخفق فرقاء دولة جنوب السودان المختصمين في لجم خلافاتهم وإيقاف صراعهم الدموي، وخرجت قمة الإيقاد الأخيرة بأديس أبابا صفر يديها، إلا من قرارها بنقل المفاوضات الى الخرطوم، وبذلك ردت الى العاصمة السودانية بضاعتها، وازدادت الأخيرة كيل بعير، باحتضانها للمفاوضات التي تهدف للحل النهائي، وتسوية نزاع جنوب السودان. فهل تنجح الخرطوم في رتق الفتق الجنوبي وإيقاف نزْف الدم في هذا البلد المنكوب بحروبات أبنائه؟.> قد يخلو للقادة الجنوبيين وجه الخرطوم أخيراً، خاصة بعد أن تعثر جلهم في متاهة البحث عن سلام ينهي حالة النزاع القائمة منذ سنوات، فبعد أن قبل الرئيس سلفا كير وبقية الأطراف الجنوبية مبادرة الرئيس البشير، وعاد د.رياك مشار من منفاه في جنوب أفريقيا للمنطقة بعد اتصالات وجهود حثيثة من بلدان المنطقة وفِي مقدمتها السودان، واعتمدت الإيقاد الخرطوم منبراً للتفاوض المقبل، فخطوات السلام الجنوبية يجب تسريعها في ظل ظروف ضاغطة على الساسة الجنوبيين أنفسهم والذين يواجهون عقوبات دولية وأمريكية، وتحولات أخرى في المنطقة، خلقت تقاطعات كانت السبب في تعطيل عجلة السلام عن الدوران .> لكن الخرطوم وهي المؤهلة الوحيدة لحل الخلاف الجنوبي وتوليد السلام المستعصي بعد مخاضه الطويل، نتيجة لمعرفتها بحقائق الأوضاع الجنوبية ومآلها، و بإدراك جيد لطبيعة دولة الجنوب وتكوينها وطباعها السياسية، ينبغي أن تعلم العاصمة السودانية وهي تتأهب لانطلاق مهمتها التي ألقتها إيقاد على عاتقها، أن هناك ارتباط عضوي بين الأزمة الجنوبية والسودانية، فكلا الحربين في البلدين تتشابك وتترابط مصائرهما متى ما توقفت الأخرى، خمدت الثانية. ولا يمكن حل مشكلة الدولة في جنوب السودان دون أن تكون الدولة الأم ذاتها ستنعم بالاستقرار والسلام، ثمن متبادل إذا تحقق السلام في السودان انهمر على دولة الجنوب، وإذا حقق الجنوب استقراره انعكس إيجاباً على السودان، ومن الطبيعي أن يتجه التفكير إلى الخيار الوحيد المتبقي لإبقاء دولة جنوب السودان على قيد الحياة، وبعيداً عن الصراع الدامي، هو الاعتراف بأهمية انطلاق الحل وبلورته وصناعته بالكامل من الجهة التي تُحظى بثقة الأطراف الجنوبية وليست لديها أية أطماع أخرى كما تفعل دول في الإقليم كانت تستثمر في الحرب ودماء الجنوبيين .> إذن.. من أين تبدأ الخرطوم تركيب الحل؟ يكمن ذلك في جمعها لكل الأطراف، وتخليص أرجل كل هذه الأطراف من أية ارتباطات خارجية تمنعها من إبرام اتفاق ووضع السلاح والانخراط في العملية السلمية، ثم فك ارتباط جوبا نفسها بأية مجموعات أخرى تمثل قلقاً في الإقليم، كما كان الحال أو بالأحرى كما هو الحال مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية الناشط في السودان أو الحركات الدارفورية المتمردة، ثم أن معرفة السودان بالجنوب ومكوناته السكانية والقبلية، ستمكن بلا شك من مخاطبة القضية الجنوبية بمعطياتها الواقعية ثم استنباط ووضع الحل الأكثر ملاءمة للحالة الراهنة ومستقبل الدولة الوليدة نفسها، وتلك خبرة لا تتوفر لغير السودان بين كل دول الإقليم .> مع ذلك، لن تكون عملية صناعة السلام في جنوب السودان سهلة ومهمة يسيرة تضطلع بها الخرطوم وتنجح فيها، فالأعياد التي حولت الملف برمته ليست على قلب رجل واحد، فبعض دولها لا تريد وقف الحرب في دولة الجنوب أو على الأقل أن يوقف القتال فليتم على أيدٍ أخرى ليست الخرطوم، بجانب ذلك لا ينظر شركاء الإيقاد وأصدقائها إلى الدور الطبيعي للخرطوم ومهمتها بشكل جيد وفعال. فَلَو تمكنت هذه الجهات الدولية والقوى الإقليمية لإجهاض الدور، لفعلت ولا تشعرن حينئذ بما يؤنب الضمير .> لقد واتت الخرطوم فرصة لانتشال جنوبها من مستنقع الحرب، وسيجد القادة الجنوبيون لغة مختلفة ومصارحة بناءة بما يحقق لبلدهم استقراره وسلامه وأمنه، ويدفع بالمصالح المشتركة والمنافع إلى مداها الأقصى، خاصة أن مورد الدولة الوليدة الوحيد وهو البترول ظل معضلاً لفترة ليست بالقصيرة مع مصالح أخرى ربط الجنوب بالشمال ..لغة المنافع والمصالح وربما المشتركات ستكون هي القنطرة التي ستعبر بها الفصائل الجنوبية وجوبا والخرطوم الى الضفة الأخرى والبر الآمن .

صحيفة النتباهة

Exit mobile version