*وهي ليلة موعدها غداً بإذن الله..
*ستنهمر فيها الدموع مدراراً ؛ من قمة هرم الدولة وحتى قاعدتها..
*ومن آخرين لا يعنيهم من الحدث سوى رأس القمة هذه..
*وكنت قد رأيت – بدءاً – أن يكون عنوان كلمتنا هذه (كرويات)… من كرة..
*فهي كلمة تختلط فيها الكرة بالدموع… بالسياسة… بالجمال..
*ثم إنها تحتمل تصريفات أخرى كذلك ؛ منها ما يتعلق بكرواتيا الدولة..
*ومنها ما يفيد (الكروتة)… أي الكلفتة مع الاستهبال..
*ومع بدايات عهد الإنقاذ كانت مفردة (كروات) تتردد كثيراً في أجهزة الإعلام..
*وذلك في سياق أزمة البوسنة والهرسك… بمنطقة البلقان..
*وزميلنا المرضي – بالبنك – كان معجباً بهذه المفردة… من زاوية دلالة الكروتة..
*فكان يرددها دوماً ؛ ضاغطاً على حروفها بطريقة ساخرة..
*ولكن أغنية (ما تعودت أخاف من قبلك) كان يضغط على حروفها بطرقة بارعة..
*كان يجيد أداءها أفضل من صاحبها الهادي الجبل..
*بل لم أعرف إنه صاحبها إلا بعد أن (كروتتنا) الإنقاذ… عبر منسوبيها (الكروات)..
*فاتجهت أنا إلى معشوقتي الصحافة… أو بالأصح تفرغت لها..
*أما المرضي فلم يتجه – قطعا – إلى مجال الغناء… وإلا لصار من نجومه البارزين..
*المهم إن مونديال روسيا لم يعد يهمني في شيء..
*فقد خرجت ألمانيا… ثم الأوروغواي… ثم البرازيل… ثم إنجلترا ؛ أخيراً..
*ولم تبق سوى فرنسا التي لم أحبها – كروياً – في حياتي..
*ربما لأن مدرستها الكروية تذكرني بحصة الرياضيات… لا الفنون..
*ثم كرواتيا التي تحذو رئيستها حذو مطربي… وممثلي… وإعلاميي… مصر..
*أو مرضى النجومية (الطفولية) منهم… تحديداً..
*فضحايا هذا المرض مثل الأطفال… لا يطيقون انصراف الاهتمام عنهم..
*والمرضى المصريون هؤلاء وجدوا ذواتهم خارج دائرة الضوء..
*فالأنظار… والأضواء… والاهتمامات… توجهت كلها تلقاء مونديال روسيا..
*وتلقاء محمد صلاح… على وجه الخصوص..
*فطاروا إلى هناك ليحشروا أنفسهم في بؤرة الضوء… ويقولوا (نحن هنا)..
*فكان حشراً أضر باللاعبين… وأضعف تركيزهم..
*وفي بلادنا هنا فعل بعض مرضى النجومية الطفولية الشيء ذاته..
*لم يحتملوا اهتمام معجبيهم السذج – من الشباب – بكأس العالم..
*فطفقوا يحشرون أنفسهم حشراً في دائرة هذا الاهتمام..
*وأقبح حشر كان من جانب ذوي النجومية المصطنعة… من نون النسوة..
*فقد آلمهن – فوق ذلك – التغزل في جمال رئيسة كرواتيا..
*خاصة وأن هذا الغزل صحبته قصائد… ومرابيع… ومجادعات… ودموع..
*ولكن أمسية الغد – الختامية – ستشهد دموعاً غزيرة..
*ففرنسا ذات الأسلوب اللوغريثماتي البارد – والممل – سوف (تكروت) كرواتيا..
*وسوف تبكي كوليندا… التي يرونها جميلة..
*وسوف يبكي نحو (5) ملايين كرواتي… هم مجموع سكان كرواتيا..
*وسوف يبكي (البكَّايون بتوعنا) !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

