نافع (شلبي) !!

*ونافع لا يَضحك… ولا يُضحك..

*ولكنه أضحكني بكلام له أمس… إلى حد أن همهمت خائفاً (اللهم أجعله خيراً)..

*فكذلك يفعل السودانيون حين يتمادون في ضحك فجائي..

*يخشون أن يكون هو الضحك الذي يعقبه بكاء… كما الهدوء الذي يسبق العاصفة..

*ومصدر الضحك فقرة واحدة في ثنايا حديث طويل..

*فقوة غامضة جعلتني أصبر على مثل هذه (النوعية) الكلامية التي لا أحبها..

*وأعني الكلام الكثير الذي – في الوقت ذاته – لا يقول شيئا..

*وخطاب أبو مازن في عمومية الأمم المتحدة – قبل يومين – كان من هذه الشاكلة..

*فالناس حفظت عبارة (حقوق شعبنا المشروعة)… وما شابهها..

*ورغم هذا الكلام الممل – المكرور – فقد استغرق الخطاب زمناً يدعو إلى التثاؤب..

*وبالفعل أظهرت الكاميرات أناساً يتثاءبون… وآخرين (يتشاغلون)..

*بينما (صحصح) جميع الحاضرين أثناء إلقاء نتنياهو كلمته..

*فقد كانت مدعومة بصور تثبت مواصلة إيران مشروعها النووي… سراً..

*وتمنى الناس – لعلهم – أن لو تبلغ نصف كلمة أبي مازن… طولا..

*ولكنها كانت مختصرة… ومقتضبة… ومفيدة ؛ كحال خُطب سياسيي العالم المتحضر..

*وهنا في بلادنا نافع – وإخوانه – من مدرسة العرب الكلامية..

*ولذلك يظل الإنجاز صغيراً…… والكلام كبيراً..

*وما دعاه إلى أن يخرج عن صمته (الإجباري) بروز تيار ينوي خوض الانتخابات..

*وهو خارجٌ من رحم الحركة الإسلامية… والمؤتمر الوطني..

*بمعنى أنه لا يُمكن أن يتهم بالسعي لتقويض المشروع الحضاري… والنظام الرسالي..

*ورغم ذلك فعلها نافع بطريقة (شلبية)… نسبة إلى يونس شلبي..

*وهذه هي النقطة المضحكة التي التقطتها من بين أكوام مفردات كلام (محفوظ)..

*فبربكم اسمعوا ما يقوله السيد نافع… دون تعليق من جانبي :

*يقول (السودان الذي أرجع الحكم لله في كل مجالات الحياة يتعرض لمكر كبير)..

*وبعد أن تفرغوا – وإياي – من الضحك واصلوا الاستماع :

*ودعا إلى (كشف المخططات الخبيثة لبعض عضوية الوطني والحركة الإسلامية)..

*ولن أعلق – كما ذكرت – على جزئية (الاحتكام إلى الدين) هذه..

*فقط أكتفي بضحك يُغني عن ألف تعليق..

*ولكن الجزئية الثانية – المضحكة أيضاً – أعلق عليها..

*فالذين قال نافع إنهم يتآمرون بخبث على المشروع الإسلامي هؤلاء هم (إسلاميون)..

*بل من الذين لم تشب سمعتهم الدينية – والدنيوية – شائبة..

*وعلى رأسهم غازي صلاح الدين… والذي لا يمكن أن يزايد عليه نافع في الدين..

*وخاصةً إن كان الدين الذي قال عنه (إرجاع الحكم إلى الله)..

*ثم يضيف دون أن يضحك (في كل المجالات)..

*يجازي محنك…ا نافع !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version