ود المرحوم أب جضوم

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]ود المرحوم أب جضوم [/ALIGN] نحنا السودانيون لنا حنية شديدة للمراحمة وجبر الخواطر بصورة عالية جداً.. اليوم الذي يحتاج فيه أحدنا للآخر لا يتوانى مهما كانت ظروفه وأحياناً يغدو مظهر هذه المراحمة نوعاً من المزاحمة التي قد تؤدي الى نتائج عكسية.. في الذاكرة صورة ذلك الطفل الوديع المفرط السمنة رغم الظرف القاسي الذي يبدو عليه منظر البيت الذي يقطنه إلاّ أنه يعيش نوعاًً من البحبوحة في المأكل.. وقصته أنه طفل يتيم توفى والده وهو صغير جداً فما كان من أهله والجيران إلا أن يحفوه بكل أنواع المأكولات وهم بذلك يحسون أنهم في دائرة كفالة اليتيم.. «هم كذلك» حقاً ولكن.. ففي اليوم الواحد تأتيه أصناف المواد الغذائية بصورة متكررة.. من الجار.. من الخال.. من العم.. حتى ولو أقتطع هؤلاء من «لقم وليداتهم»، فصار هذا الطفل يزداد بدانة يوماً بعد يوم وما زال خطر المراحمة بالأكل يحاصره.. فكل «الحبان» دايرين يعبروا عن تعاطفهم وكل ما «غلى» قدر أو نضجت «حلة» أحسوا بضرورة أن يتذوقها ويستطعمها «ود المرحوم».. حتى صاروا يتهامسون عليه سراً «أب جضوم» مع محبتهم له وهم كلهم سبب هذه «الجضوم».. وحالات أخرى مماثلة بدل «الجضوم» يكون الدلع الزائد هو مراحمة يفرغ بها على أمثال هذا «الوليد» فيصبح «مدلع خالص» لا يقوى على أن يكون عوده أصلب أمام حوادث الأيام ومآلاتها.. نعم نحن ناس «حُنان» لكن حتى في حناننا نحتاج لقدر من التنظيم وإعادة النظر.

آخر الكلام:
حُنان.. وطيبين.. وكلنا خير ويقين.. بس مرات ما بنعرف ترتيب الأولويات أو توزيع الأدوار.. لذلك قد نقدم الطعام على شبع أو نقدم الشعور لغير موضعه أو مقامه.. وبرضوا نحن ناس حارة..

سياج – آخر لحظة العدد 931 [/ALIGN]

Exit mobile version