فقدت القدرة على الحركة بسبب (خطأ طبي)… سهيلة.. حكاية فتاة تُقاتل المصائب بسلاح (العزيمة)

نسير في الحياة ولا ندري ما تُسطِّره لنا الأقدار وتخبئه، إنّما نسير ونحن مُؤمنون إيماناً كاملاً بأن الله تعالى يفعل ما يريد وما علينا سوى الإيمان بالقضاء والقدر..

تختلف أنواع ابتلاءات البشر وقد تتشابه، ولكن يبقى الاختلاف في الصبر وقوة الاحتمال.. سهيلة مُعتصم مُحمّد عوض شابة في مُقتبل العمر تَمر بامتحانٍ صعبٍ للغاية بعد ما كانت تضج نشاطاً وحَيويةً وهي بكامل صحتها، وهي تحلم بحياةٍ عامرةٍ بالفَرحة والجمال، ولم تكن تعلم بأنّ الأقدار كانت تُرتِّب لها شأناً آخر ليجعلها حبيسة كرسي مُتحرِّك لسنواتٍ طويلةٍ لتعيش تحت رحمة مباضع العمليات كي تستعيد ما فقدت.. (كوكتيل) التقت بالشابة سهيلة التي تبلغ من العمر 24 عاماً في حوار سردت من خلاله مُعاناتها بجانب مُناشدة قوية لأهل الخير ممن سَخّرهم الله تعالى لقضاء حوائج الناس حتى تَستطيع أن تجري العمليّة الجراحيّة التي قرّرها لها الأطباء حتى تمشي على أقدامها مَرّةً أُخرى وتعيش حياتها بصُورةٍ طبيعيّةٍ.

(1)

ابتدرت سهيلة قصتها قائلةً لـ(كوكتيل): (كنت أدرس في الثانوي وقتها عندما تعرّضت للحادث في طريق التحدي عطبرة وكنا قادمين وأسرتي من مدينة بورتسودان، وكانت تقلنا سيارة صغيرة فانقلبت بنا وتوفي عدد من أفراد أسرتي، وتعرّضت لكسور بالغة نتجت عنه كسور في السلسلة الفقرية وكسر في الترقوة الشمال، وأجريت عملية تثبيت في الفقرات، إلا أنّ مسمار التثبيت دخل في النخاع أثناء العملية، ومن هنا بدأ الخطأ الطبي الذي لم نكتشفه هنا في السودان وسافرنا القاهرة بعد سنة وهم الذين أوضحوا لنا الخطأً بأنّ هناك مسماراً في النخاع يحتاج لزراعة خلايا جذعية برفع مسمار التثبيت في الوقت ذلك كانت العملية في طور الزراعة والتجربة، فقالوا لي اذهبي للسودان وقابلي المجلس الطبي السوداني ليعطيك تقريراً بحالتك عن طريقها يمكن عمل الإجراءات للسفر إلى الهند أو أية دولة تعمل زرع الخلايا).

(2)

من جانبها، أوضحت سهيلة قائلةً: (بعدها عُدت للسودان وبدأت إجراءاتي مع القمسيون الطبي، في البداية رفضوا الحالة وحاولت عدّة مَرَات، إلا أنّهم ذات مَرّة قالوا لي إنّ العملية مُكلِّفة جداً 21 ألف دولار وأنها – أي العمليّة – في طور الدراسة والتّجربة، ليس مُمكناً أن يدفعوا فيها مبالغ كبيرة كهذا وكتبوا بأنّ الحالة مَرفوضة، وقالوا لي إنّ الحل الوحيد هو أن يرفعوا لي مسمار التثبيت وهو الحل الوحيد لتصحيح الخطأ وغير ذلك لا تُوجد طريقة)، مُبيِّنةً: (لكن مسمار التثبيت لو تمّ رفعه لن يكون هناك جديدٌ في الحالة ستظل كما هي، لذا نصحني الأطباء بدلاً من رفع مسمار التثبيت الأفضل تكون كَمَا هي والفجوة ستكون باقية ولن يحصل تَطوُّرٌ في الوضع الصحي حتى آخر مُحاولة لي معهم كانت قبل أشهر)، مُوضِّحةً: (هناك حملات كثيرة ظلّت تُناشد من أجل علاجي وهم مجموعة من الأصدقاء بجانب البازارت والحفلات الخيرية عليها أرقام تبرُّعات وحساب يحاولون جمع مبلغ العملية الكلي 21 ألف دولار شاملاً الإقامة والتفاصيل بدولة الهند).

(3)

وتواصل سهيلةً: (بعد عودتي من القاهرة قابلت في تلك الفترة الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي بدأت علاقتي معه من خلال برامج العمل الطوعي، كما أنه قام بتكريمي في مسرح خضر بشير في العام 2011 وكان مَهموماً بملفي جداً ووقتها كُنت محبطة جداً، وكان يسعى جاهداً أن أكون أكثر قُوةً، وعندما علم بقصتي طلب مني العودة للدراسة، وبالفعل عُدت وواصلت بكرسي مُتحرِّك وعَانيت مَا عَانيت، إلا أنّه كانت هناك بيئة جيدة وجدت فيها مُعاونة من زملاء المدرسة وواصلت حتى أكملت بكلية المشرق ودرست كورسات مُختلفة من بينها الإعلام والتقديم).

(4)

وأضافت سهيلة بأنّها عَانَت كَثيراً بسبب الشلل، ولابتعاد سكنها عن الجامعة قائلةً: (أحياناً كان الجدول يكون غير مُرتّب، وأحياناً لا أجد شخصاً يقوم بإيصالي وأتعب كثيراً من طلوع السلالم لأنّه من المُمكن أجد من يُوصِّلني الجامعة ولكن لا أجد من يساعدني كي أصعد للقاعة عبر السلالم فاضطر مَرّات كثيرة للتنازل عن المُحاضرة)، مُواصلةً: (بعد أن تزوّجت في الفترة الأخيرة كَانَ زوجي خير داعم لي وهو يَسعى لتوفير أشياءٍ كثيرةٍ في الخروج والعودة، إلا أنّني ما زلت في انتظار جمع مبلغ العملية حتى أسترد عافيتي).

حوار: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني.

Exit mobile version