الهندي عزالدين: “حميدتي” .. رجل الدولة الصاعد.. يتحرك بذكاء فطري !

(1) كل يوم يمر والمجلس العسكري الانتقالي يحكم السودان ، يترقى الفريق أول ” محمد حمدان حميدتي ” ، ليس في سلك العسكرية فحسب، بل في القيادة السياسية وتجربة الحكم والإدارة .

أداء “حميدتي” خلال الأسابيع القليلة الماضية في المجلس العسكري أكد أنه (رجل دولة) من طراز خاص ، يتحرك بذكاء فطري في كل المساحات بسرعة مذهلة ، ورغم أنه حديث عهد بالسياسة وتفاصيل الحكم ، إلاّ أنه يسابق الأحداث ، ويتجاوز من سبقوه معرفةً وخبرةً ، سواء مَن يقفون في صفه ، أو الذين بدأوا يتجمعون ويتكتلون ضده على الضفة الأخرى ، من قوى الحرية والتغيير أو غيرهم .

لقد ظللتُ طيلة السنوات الماضية ، أدعم خط القوات المسلحة المعنوي ، أزود عنها كما تزود عنا في حماية البلاد و تأمين وحدتها واستقرارها ، ولم أهتم ، لا قبل الإطاحة بالنظام السابق ولا بعده ، بالاقتراب من الفريق ” حميدتي” ، كما فعل صحافيون وكُتاب إسلاميون و (ثوار) ، أو (خاطفو لونين) ، حتى عندما كنت أصادفه في المناسبات العامة ، لم أكن أسعى إليه ، ليس لأن الحاكم الأول الرئيس “البشير” كان يهتم بما أكتب ويطالعه يومياً ، حسب ما علمت قبل سنوات ، وبالتالي لا حاجة لي لكسب من هم دونه في الدولة والقوات ، ولكن لأنني أدافع أصلاً عن القوات المسلحة وقيادتها ، وبالتالي فإن ذلك يشمل الفريق ” حميدتي ” وهو من رجال القوات المسلحة .

لكن الهجمة الضارية التي استهدفت الرجل خلال الأيام الماضية ، أكدت على أنه يمثل مع الفريق أول ” عبد الفتاح البرهان” صمام أمان الدولة وعمودها الفقري الذي إذا أُصيب، أُصيبت دولتنا بالعجز والشلل .لابد أن يساند شعبنا الكبير المجلس العسكري الانتقالي وصولاً لمحطة الإنتخابات ، فقوى الحرية والتغيير ليست جاهزة لتحكم دولة بهذه التعقيدات ، و هي قوى متناحرة ومختلفة في بعضها البعض ، ولن تتفق على سياسة داخلية ، ولا سياسة خارجية ، وبالتالي فإن شعبنا موعود بالمزيد من الضنك .. المزيد من المعاناة .نحن مع المجلس العسكري في كل سكناته وحركاته ، ولن يعود إلى ثكناته إلاّ بعد تسليم السلطة لحكومة مُنتخبة .

(2)

رحم الله القيادي الاتحادي المحامي الكبير ” علي محمود حسنين ” ، وتقبله قبولاً حسنا مع الصديقين والصالحين والشهداء .اختلفنا مع الراحل في قضايا الوطن ، ودروب السياسة ، ولم نختلف معه على ورثة أو نسب ، وهاهو قد مضى إلى ربه ، وسنلحق به .. عاجلاً أم آجلاً ، فكل نفس ذائقة الموت .صادق العزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة ولجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي بكافة تكويناته وجماعاته .
(إنا لله و إنا إليه راجعون) .

الهندي عزالدين
صحيفة المجهر

Exit mobile version