سهير عبد الرحيم: عرمان.. مافي زول فاضي ليك

كتب ياسر عرمان والذي يحلو له اسم المناضل والرفيق، كتب يشتكي من رسائل من رئيس المجلس العسكري الانتقالي ونائبه يطلبان منه مغادرة السودان دون رجعه .وحسب حديث عرمان، فإن حكم الإعدام السياسي والذي أصدره عمر البشير في محاكمة غيابية شملته ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال حول قيام الحرب في النيل الأزرق إنما كان حكماً سياسياً بامتياز وينبغي أن يذهب كما ذهب من أصدره .

عرمان أضاف أنه أتى لا يحمل مسدساً وأنه من دعاة الوحدة والسلام على أسس جديدة .خطاب عرمان يطول، ولكن هذا ملخص لما حواه، مشكلة عرمان أنه مازال يعيش بأفكار أحراش الجنوب. الرجل لا يعلم ألا أحد يهتم ان بقي او غادر، لأن حسابات الواقع السياسي تتجاوزه لما هو أهم .

نعم..لا أحد يهتم له ولما يقول ولا يشكل الرجل أي رقم في مفاوضات او دعوات الحوار. الرجل احترق مبكراً مع توقيع اتفاقية السلام نيفاشا، ولفظه الجنوبيون بعدها، حيث كان كرتاً يعطي حرب الجنوب والانفصال زخم مشاركة شمالي معهم .انفصل الجنوب ولم يعد للرجل موطئ قدم هناك، بل لم يعد مرغوباً في وجوده من الأساس بين قبائل الدينكا والشلك والذين يجدون أبنائهم أحق بما يجده عرمان، تنكر له الجميع وعلم أنه وصل محطته الأخيرة ولا يصلح لمواصلة الأنس مع الرفاق في قطار ما بعد الانفصال.

أين يذهب والرجل ولا ينفك تأسُره بجدلية الغابة والصحراء باقياً، عليه أن يبحث عن خميرة عكننة أخرى حيث يجيد البقاء والاستمرارية، و وجد ضالته عند عقار والحلو، فكانت حرب النيل الأزرق وجبال النوبة وما تلاها من مفاوضات.الآن صدقني يا عرمان.. إنت لا تشكل شيئاً في وجدان الشعب السوداني،

لا أحد يهتم لما يؤول إليه مصيرك، لذلك لا تحاول استدرار عطف الآخرين بأحقيتك في البقاء في السودان وطنك .ذلك على الرغم من أنه من حقك أن تعيش في السودان ومن حقك الاستمتاع بحياتك بين أهلك ولا يحق لشخص أن يحرمك حقك هذا طالما أنت تحمل الجنسية السودانية .ولكنك مرتبط عند هذا الشعب بالحركة الشعبية،

æمن الممكن أن أتخيلك في مكاتب الحركة الشعبية بجوبا او في ندوة في ملكال، ولكن يصعب تخيلك في دار الوثائق او حقول هجليج او في سكر كنانة .انت في وجداننا تنتمي للجنوب وتنتمي للحروب وتنتمي للأحراش، حتى حديثك بأنك أتيت دون مسدس ومن أجل الوحدة لا يتلاءم مع شخصيتك التي تزدهر مع صوت الرصاص والمدافع وتتسع ابتسامتك كلما انفصلت رقعة من أرض الوطن .

خارج السور:عرمان..مافي زول فاضي ليك!!
سهير عبد الرحيم
الانتباهة

Exit mobile version