الهندي عزالدين: “الصادق المهدي” .. إمام الموضوعية و الموسوعية !

أحسن الإمام ” الصادق المهدي” في توصيفه الحزب الشيوعي السوداني عندما قال في حوار مع (القدس العربي) أمس الأول : (إنه حزب مخالف لوجدان الشعب السوداني ، و قد ظل على طول الخط يتخذ قرارات تخريبية ، ومضى مؤكداً أنه (لن يحصل على دائرة واحدة إذا جاءت الانتخابات) .

بالتأكيد ، ما يقوم به الحزب الشيوعي منذ (11) أبريل و حتى اليوم هو تخريب و ليس غيره ، فهو يعمل باستمرار على نسف كل مشروع اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي و قوى الحرية و التغيير ، فيسارع لإصدار بيانات و اتخاذ مواقف استباقية لبقية القوى السياسية المكونة لتحالف الثورة ، ليضعها أمام الأمر الواقع ، راضخةً لقراراته ، منفذةً لخطه السياسي ، و قد درج على تبادل الأدوار لتحقيق هذا الغرض ، مع تجمع المهنيين الذي يسيطر عليه تماماً بالتضامن مغ مجموعة من الشباب (الاتحاديين) الذين لا يجمعهم حزب واحد ، و لا يدينون بالولاء لرئيس واحد و هيكل و دستور ، و لهذا يسهل التأثير عليهم بواسطة كوادر الحزب الشيوعي الظاهرة و السرية .

و رغم مساحات التفخيخ الواسعة التي نجح الحزب الشيوعي في زراعتها بالألغام ، إلاّ أنه في النهاية حزبٌ صغير محدود الامكانيات ، لا أمل له في أي انتخابات ، و بالتالي فإنه يسعى دوماً لإطالة زمن الفترة الانتقالية ، ففيها فرصته للتمدد و التضخم ، هو حزب تخصصه الحكومات الانتقالية و ليس غيرها !!

غير أن هذه التمثيلية الأكذوبة لن تنطلي على كل الناس كل الوقت ، فبدأت القوى السياسية الكبرى الإنتباه لمحاولات تكرار ذات العروض البايخة التي قدمها الشيوعيون على مسارح ثورتي أكتوبر 1964 ، و أبريل 1985 .

و أول المنتبهين و النابهين كان الإمام ” الصادق المهدي ” زعيم حزب الأمة القومي و إمام الأنصار ، صاحب الشعبية .. و الأغلبية و الأرضية ، صاحب التاريخ و الإرث ، إمام الموضوعية .. و الموسوعية .. و الأدب الرفيع . لله درك يا إمام !
خالفهم و واجههم بالحقائق، فعادوه و شتموه ، و سلطوا عليهم أراذلهم و سفاءهم في الوسائط ، لابتزازه و إرهابه ، و إعادة حزب الأمة القومي إلى بيت طاعتهم و خط أجندتهم الظلامية.

لا تأبه – يا سماحة الإمام – لنعيق (البوم) اليساري ، و لا تسمع لنبيح الكلاب ، إمض بقافلة الحوار مع المجلس العسكري ، و كونوا حكومة الكفاءات المنتظرة ، فقد طال انتظار الشعب لمراهقي السياسة الذين يتعلمون الحلاقة منذ شهر و نصف على رؤوس السودانيين .
الهندي عزالدين
المجهر

Exit mobile version