ابراهيم الميرغني: “كولومبيا“

لا شك عندى أن سر عبقرية ثورة “19” هو الاستدعاء التاريخى للسودانيين جميعا فى نفس اللحظة معا ونحو تلك اللحظه تدافع السودان بأسره السودان على حقيقته وليس وفق تصوراتنا الخاصه بكل ما فيها من قصورنا الذاتى عن ادراكة والذى ظللنا نعانى بسببه طوال سنوات بؤسنا السياسى والاجتماعي عندما عجزنا عن معرفة السودان كما هو ” عاريا ” من كل الأسمال الباليه والحلي الفكرية الرخيصة التى جعلته مبتذلا لم يشبه غيره ولم يشبه نفسه.

هذه الثورة انتصرت عندما تساوى جميع السودانيين تحت الظلم وعندما أصبحنا جميعا ” مهمشين ” عندما ادركنا ذلك جميعا وفى لحظة واحدة
كولومبيا هى نتيجة المظالم التاريخية التى وقعت على اجزاء السودان وأطرافة ولم نشعر بها ولم نثور لها ولكنها ثارت معنا كتفا بكتف ويدا بيد ولا مجال على الإطلاق لنتخلى عنها فقط لانها ” تحرج ” نقائنا الثورى وتحطم زجاج ادمغتنا المظلله اتقاء وهج شمس الحقيقة المداريه الساطعة

لقد ظل الشارع وفى قلبه ” كولومبيا ” معرضا لدرجة عاليه من التعبئه التى فرضتها ظروف الثورة وبعد ١١ ابريل استمرت التعبئه تجاه تصفية دولة الفساد وإقامة نظام انتقالي ” مدنى ” يضمن استدامة الديمقراطية وهذا امر جيد ان كان مدروسا وموجها وقابل للتحكم لكن ما يجب الانتباه له جيدا هو أن ادراك معنى الثورية ومستوى الحرية يختلف بين من تعرض للظلم والحرمان والاهمال طول حياته وبين الاخرين الاقل تعرضا وهذا التفاوت فى الإدراك وما يرافقه من افعال وسلوكيات يحتاج التعامل بحكمة ووعى واستحضار دائم لتلك اللحظة التاريخية التى وحدتنا جميعا وعندها فقط سيرتدي السودان جبته التى تليق به ” هو ” جبته المنسوجة من غزل نسيجنا الإجتماعى والتى ظللن يحكنها الكنداكات الحقيقيات عبر القرون فى كراكير جبال النوبة من قطن مارنجان، وحتى يحين ذلك الوقت الذى ننتظره جميعا تظل كولومبيا ناااار كولومبيا نووور كولومبيا ما بتنوم

تعريف : كولومبيا هى منطقة تقع أسفل كبرى النيل الأزرق من جهة الخرطوم يمارس فيها الكولومبيون حريتهم بمعناها الذى يناسبهم كما توجد فى كل مدينة سودانية كولومبيا أخرى.

بقلم : ابراهيم الميرغني

Exit mobile version