نشرة أخبار الجزيرة

[JUSTIFY]
نشرة أخبار الجزيرة

صمنا عن الكلام في الجزيرة المروية لعدة اسابيع لاننا غرقانين في داخلها لقد انشغلنا بحصاد البصل وقد كان الإنبات من ابدع ما يكون وسار الامر على ما يرام ولكن ما إن وصلنا مرحلة الحصاد و للاسف الشديد وكعادة اي منتج زراعي في الجزيرة الا والاسعار (دقت الدلجة) وبالسعر الجاري اليوم سيكون البصل خسران خسران ووقع الخسارة لن يكون على المزارع وحده بل على الشركاء في الزراعة فهؤلاء لهم خمسة اشهر في انتظار ساعة البيع لخصم التكلفة وتوزيع الارباح وبما أن التكلفة من تحضير ارض وتقاوي ومبيدات وسماد وجوالات سوف تأخذ كل عائد البيع فإن كل العمليات الفلاحية من سقاية وحش وحصاد سوف تذهب ادراج الرياح فأسعار اليوم اقل من مائتي جنيه للاردب هذا الاردب الذي فاق الالف في وقت الندرة وكان سعره قبل اسبوعين فقط خمسمائة جنيه.
ما حدث للبصل قد حدث للكسبرة فقد هبط قنطارها من الف لخمسمائة وما زال النزول جاريا وان كانت الكسبرة احسن من بصل الخريف لسهولة تخزينها بيد أن المزارعين وشركاءهم في حاجة ماسة الآن لأي قرش. عندما سألنا عن اسباب تدني اسعار البصل الى ما دون التكلفة قيل لنا انها حرب الجنوب فجنوب السودان كان المستهلك الاكبر لبصل كسلا ولما لم يجد بصل كسلا طريقه للجنوب انكسر في الخرطوم ولحق بصل الجزيرة امات طه والآن نحن في انتظار الفول السوداني فأسعاره هذه الايام لا بأس بها ولكن عندما يصل موسم الحصاد قمته في الشهر القادم سوف يضرب الدلجة هو الآخر ولكن ما يطمئن بخصوص الفول السوداني أن المزروع منه قليل جدا مقارنة مع العام الماضي كما أن انتاجيته منخفضة فتخيلوا لقد اصبحنا نفرح بتدني الانتاجية ولا حول ولا قوة الا بالله. و نفس المصير ينتظر الطماطم ففي هذه الايام تباع بالكيلو وغدا عندما تظهر طماطم الجزيرة الكيلو سوف تباع بالصفيحة اللهم الا اذا تدنت الانتاجية.
هكذا حظ مزارع الجزيرة يلقى العضمة في الفشفاش، ففي هذا الموسم كانت المياه متوفرة بسبب الامطار وتعلية الرصيرص ولن نبخس ادارة الري حقها فأداؤها هذا العام كان احسن مما كان عليه في الاعوام الماضية ولكن هذا لا يجعلنا نكف عن المطالبة بإرجاع الري لوزارة الري وهذه قصة اخرى، المهم في الامر في هذا الموسم تحسن الري ولم تحدث الا اختناقات محدودة ومارس المزارع حريته في زراعة المحصول الذي يريد ليأتي السوق ويلقف كل جهد المزارع المسكين.
المعلوم أن اي زراعة في الدنيا يحكم على نجاحها من فشلها بأمرين الاول الإنبات من البذرة الى الثمرة ثم السوق اي سعرها عند المباع وفي الدول والمجتمعات الزراعية المتطورة يجد المزارع الحماية من السوق بألف وسيلة ووسيلة الا في الجزيرة دوما نزرع اسفنا أو نحصد اسفنا فإما أن تكون مشاكلنا في الإنبات من تعثر في الري أو ارتفاع اسعار مدخلات أو فسادها أو تكون مشاكلنا ساعة التسويق
اما االلمايتسماش أو إن شئت قل سيد الاسم القطن والذي انخفضت المساحة المزروعة به في الجزيرة الى اقل من اربعين الف فدان بعد أن كانت في يوم من الايام خمسمائة الف فدان وهذه المساحة المزروعة في الجزيرة قد شهدت نوعين تقليدي ومحور وراثيا فستكون له معنا وقفة خاصة ولكن كقيدومة كدا اقول لكم إن القطن المحور وراثيا هذا الموسم نجح نجاحا كبيرا في الجزيرة وسيكون متوسط انتاجية الفدان مذهلا ولكن تبقى مشكلة العضمة المزروعة في فشفاش الجزيرة ولنا عودة لهذا إن شاء الله.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]

Exit mobile version